أشهر وَفِي كل شهر يَأْتِي المبشر من مصر المحروسة بِتمَام الْأَمر لمولانا الشريف سعد ويلبس خلعة الْبشَارَة وَفِي ذَلِك إِشَارَة لأهل الْإِشَارَة وَلما كَانَ يَوْم الْخَمِيس خَامِس عشر جُمَادَى الْآخِرَة حصل بَين بعض الْعَسْكَر وَالْعَبِيد شنآن بالمعلاة فتراموا بِالْحِجَارَةِ وسلت السيوف وَلم يَقع بَينهم قتال وَكَانَ هُنَاكَ بعض أَوْلَاد الشريف حفظهم الله تَعَالَى فَقَامُوا بَينهم وَأَصْلحُوا الْقَضِيَّة ثمَّ دخل علينا شهر رَجَب الْأَصَم فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة رَابِع الشَّهْر عِنْد الْغُرُوب حصل بَين مَوْلَانَا الشريف سعد وَبَين جمَاعَة السَّيِّد حمود شنآن كَبِير وَصَاح الصائح فِي الْعَسْكَر فَاجْتمعُوا وكل وَاحِد مِنْهُمَا جمع جموعه وتزبروا وتحصنوا فِي الْبيُوت وَالْجِبَال وتراموا بالبندق لَيْلَتَيْنِ بيوميهما على الشاخص والخيال وَلم يفقد من كل طَائِفَة إِلَّا رجل أَو رجلَانِ وَمَات من الرّعية شخصان خطأ من غير قصد وكل ذَلِك مَعَ فرَاغ الْآجَال فَلَمَّا كَانَ وَقت الضُّحَى وَقع الصُّلْح بَينهم ونادى الْمُنَادِي بالأمان فأمنت النَّاس وَاسْتَبْشَرُوا وحمدوا رَبهم وشكروا ثمَّ إِنَّه اسْتمرّ الْحَال هَكَذَا إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَالْعِشْرين من الشَّهْر الْمَذْكُور فَجَاءَت البشري بالتحقيق بِأَن الْأَمر قد برز لمولانا الشريف سعد فَلَمَّا كَانَ صبح يَوْم الْجُمُعَة سادس عشري رَجَب الْمَذْكُور دخل رَسُول مَوْلَانَا السُّلْطَان مُحَمَّد خَان نَصره الله وأيد بِهِ الْإِسْلَام إِلَى مَكَّة المشرفة حرسها الله تَعَالَى بِالْبَيْتِ الْحَرَام فِي موكب عَظِيم وَمَعَهُ خلعة نفيسة من مَوْلَانَا السُّلْطَان وَمُصَلَّاهُ الَّذِي يصلى عَلَيْهِ ومكتوبان مَعَه من هُنَالك بِأَن الْأَمر لَهُ من غير شريك وَلَا مُنَازع فِي ذَلِك فَدَخَلُوا بهَا من بَاب السَّلَام إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام فلبسها فِي الحضرة الشَّرِيفَة تجاه بَيت الله وَالْمقَام بِحَضْرَة السَّادة الْكِرَام وَالْعُلَمَاء الْأَعْلَام وجيوش الْإِسْلَام مَا بَين خَاص وعام ثمَّ قرئَ المرسوم السلطاني وَفِيه غَايَة التَّعْظِيم والإجلال وَنشر محَاسِن لمولانا الشريف سعد أعزه الله بجاه جده الْأمين وَالْوَصِيَّة على الرّعية وَالْقِيَام بمصالحهم وأمان الزوار وَالْحجاج والمعتمرين وَهُوَ مُفند مستبين مُحَرر مؤيد بِنَصّ {إِنَّا فتحنا لَكَ فَتحاً مُبينا ليغَفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تأخرَ} الْفَتْح 1 2 وَمَعَ ذَلِك كَانَ