وَسَتَأْتِي وَكَذَلِكَ قصيدة يمدح بهَا بني عَمه مُلُوك الْحجاز آل قَتَادَة وَهِي نبذة من أخباره وشجونه تدل على فَضله ولآلىء مكنونه وَهِي // (من السَّرِيع)

(حنَّتْ فأبكَتْ ذَا شجونٍ حنونْ ... وغنَّتِ الورقا بِأَعْلَى الغُصُونْ)

(وشَقَّ بُرْدَ الليلِ برقٌ فَمَا ... ظننته إِلَّا حسامَ الجفونْ)

(كَأَنَّهُ مذ شَقَّ قلْبَ الدجَى ... جبينُ ليلَى فِي دياجِى الْقُرُون)

(فقمْتُ كالهادِلِ فِي سجوِهِ ... لم أدْرِ مَا بِي فَرَحٌ أم جنونْ)

(وأرسَلَ الدَّمْعُ تجيعًا على ... خَدِّى فَيجْرِي أعيناً من عيونْ)

(لم أرَ نؤياً لَا وَلَا مجثماً ... وموقداً اْو عَلَمًا فِي دمونْ)

(إِلَّا وباتَ الناعمُ الفرشِ لي ... شوكاً وميعاسُ الروابي حُزُونْ)

(فالبرْقُ يُوحى فِي الدجَى رعدةً ... والوُرْقُ من شعْرى تجيدُ اللحونْ)

(عهدي بهَا كانَتْ كناسَ الظبا ... ومرتَعَ الأسدِ حماةِ الظعونْ)

(كلُّ طويلِ الباعِ رجَبْ الفِنَا ... تصدُقُ للوُفَّادِ فِيهِ الظنونْ)

(ليوثُ برقٍ خيسُهَا مأزقٌ ... أنيابُهَا فوقَ المذاكِى قرونْ)

(حتَّى غَدا مِنْ بعدهمْ ربْعُهَا ... مفتأداً جارتْ عَلَيْهِ السنونْ)

(كَأَنَّهُ جسمِى وإنْ لم يكنْ ... جسمي فوهماً أَو خيالاً يكونْ)

(وقفتُ فِيهِ والأسَى والنوَى ... يستلبانِ الصبْرِ سلْبَ المنونْ)

(ألله لي من مهجةٍ مزقَتْ ... ومقلةٍ عبرَى ونَفْسٍ ونونْ)

(تحنُّ للشِّعْبِ وأوطانِهِ ... مهما سرَى برقٌ بليلٍ دجونْ)

(وفتيةٍ منْ آلِ طه لَهْمْ ... فِي الحربِ أبكارٌ مزايا وعونْ)

(مبتذلُ الساحاتِ فِي قُطْرهم ... للخائِفِ الْجَانِي أعز الحصونْ)

(وكلُّهم يومَ الوغَى سيِّدٌ ... للضدِّ خباطٌ بلبد ظنونْ)

(يحمدُهُ السارونَ إنْ أدلجوا ... وَيَقْتَضِي النادِى بِهِ السامِرُونْ)

(لَا يَنْتَهِي الجارُونَ مِنْهُ إِلَى ... شَاْوٍ وَلَا يعسفُهُ الجائرونْ)

(فيانسيماتِ الصِّبَا عَرِّجى ... بهمْ وبثِّى غامضاتِ الشجونْ)

(وحاذِرِى أَن تصحبي لوعَتِى ... واستَصْحِبِى بَثِّى لكَىْ يفهمونْ)

(وبلِّغيهم حالَ من لم يزلْ ... حليفَ أشجانٍ كثيرَ الشئونْ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015