من السّنة الْمَذْكُورَة وصلت أَخْبَار من جِهَة الْيمن بِأَن عسكراً خَرجُوا على الْوَزير قانصوه وَأَن نيتهم الْوُصُول إِلَى مَكَّة المشرفة وَكَانَ ذَلِك شَائِعا على الْأَلْسِنَة ثمَّ ورد مُورق من القنفدة بِخَبَر وصولهم إِلَيْهَا وَمَعَهُ مكاتيب إِلَى مَوْلَانَا الشريف مُحَمَّد ومولانا الشريف زيد ومصطفى بك الصنجق الْمُقِيم بِمَكَّة أَو طراقاً من أغاني الْعَسْكَر الْمَذْكُور مَحْمُود وَعلي بك ومضمون مكاتيبهم أننا نُرِيد مصر ونريد الْإِقَامَة بِمَكَّة أَيَّامًا لنتهيأ للسَّفر فَأبى عَلَيْهِم صَاحب مَكَّة خوفًا من الْفِتْنَة وَالْفساد وَدفن بعض آبار كَانَت فِي طريقهم فَلَمَّا وصل الْخَبَر إِلَيْهِم أجمع رآيهم على دُخُول مَكَّة قهرا واستعدوا لذَلِك بعد أَن كتبت الْأَجْوِبَة بِالْمَنْعِ فَحصل فِي الْبَلَد قيل وَقَالَ واضطراب شَدِيد فَلَمَّا أَن كَانَ يَوْم الْجُمُعَة عشري شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة بعد الْعَصْر وَهِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَألف توجه مَوْلَانَا الشريف مُحَمَّد والشريف زيد والسادة الْأَشْرَاف والأعراب إِلَى جِهَة بركَة الماجن وقوز المكاسة لِأَنَّهُ بَلغهُمْ أَن الأتراك قاربوا السعدية وبرز مَعَهم الصنجق مصطفى بك بعد أَن طلب من الشريف مُحَمَّد خيلاً لمن مَعَه فَتوهم من ذَلِك وَمنعه من الْخَيل فبرز مَعَه بعسكره وَجُنُوده فَلَمَّا أَن كَانَ ضحى يَوْم الْأَرْبَعَاء خَامِس عشري شعْبَان الْمَذْكُور وَقع اللِّقَاء بِالْقربِ من وَادي البيار بَين السَّادة الْأَشْرَاف وَبَين الأتراك فحصلت ملحمة عَظِيمَة وقتال شَدِيد وَقتل مَوْلَانَا الشريف مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن صَاحب مَكَّة وَقتل مَعَه من السَّادة الْأَشْرَاف جمَاعَة مِنْهُم مَوْلَانَا السَّيِّد الْجَلِيل أَحْمد بن حراز ومولانا السَّيِّد حُسَيْن ابْن مغامس ومولانا السَّيِّد سعيد بن رَاشد وَخلق آخَرُونَ وَأُصِيبَتْ يَد مَوْلَانَا السَّيِّد هزاع بن مُحَمَّد الْحَارِث فَقطعت وَلم تنفصل فَدخل بهَا كَذَلِك إِلَى مَكَّة وَمر على جِهَة سوق اللَّيْل قَائِلا عُذْري إِلَيْكُم يَا أهل مَكَّة مَا تَرَوْنَهُ وَتوجه بَقِيَّة الْأَشْرَاف إِلَى وَادي مر فَبعد تَمام الْوَقْعَة دخل الأتراك وَنُودِيَ بِالْبَلَدِ للشريف نامي بن عبد الْمطلب بن حسن وَكَانَ دُخُولهمْ من جِهَة بركَة الماجن فتعب النَّاس أَشد التَّعَب وَحصل الْخَوْف الشَّديد وتسلطت هَذِه العساكر على النَّاس وأتعبوهم وأهلكوهم فسقاً ونهباً وظلماً وشرباً وتقطعت الطّرق وعصت الْأَعْرَاب وَحمل الشريف مُحَمَّد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015