فتحت صلحا وَمَا وَقع من خَالِد بن الْوَلِيد رضى الله عَنهُ فَإِنَّهُ نووش بعض قتال مَعَ الْأَحَابِيش وعبدان أهل مَكَّة فِي أَسْفَلهَا وَقد نَهَاهُ
عَن الْقِتَال وَلكنه لما قوتل قَاتل وَهَذِه هِيَ شُبْهَة الْقَائِل بِأَنَّهَا فتحت عنْوَة وَقد علمت بَيَانهَا وَكَذَلِكَ قَوْله ودخلتها إِلَخ فَإِنَّهُ لم يدخلهَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي سَابِع عشر رَمَضَان وَإِنَّمَا دَخلهَا يَوْم ثامن عشرَة بِغَيْر خلاف تغمده الله برحمته آمين وَمِمَّا رَأَيْته لصَاحبه إِبْرَاهِيم بن يُوسُف الشهير بالمهتار قَوْله // (من الْخَفِيف) //
(سنة السبعِ والثلاثينَ بعد الألْفِ ... جاءَتْ بِمَا بِهِ ينفر الطَّبْعْ)
(دخَلَ السبْعُ مكةَ الله بالجنْدِ ... وَلَا شَكَّ أَنَّهَا سنة السَّبْعْ)
وَكَانَت مُدَّة ولَايَته سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَثَمَانِية عشر يَوْمًا وَمِمَّا قيل فِيهِ قَول الأديب الأريب إِبْرَاهِيم بن يُوسُف المهتار سامحه الله تَعَالَى // (من الرجز) //
(قَضَّى وَلم يقضِ الَّذِي مِنْهُ يجبْ ... صَبٌّ إِذا مَا يَدعه الشوقُ يُجبْ)
(أشجاه تغريدُ حماماتِ اللوَى ... وهْنًا على البانِ فغنَّى فطَرِبْ)
(ذكَّرتُهُ ليالياً مواضياً ... بالشِّعْبِ مِنْ قبلِ الخليطِ ينشعبْ)
(إذْ عامرٌ بساكنِيهِ عامرٌ ... ظباؤُهُ ترعَى بمرعاه الخَصِبْ)
(وَإِذ بِهِ الغيدُ بدَتْ سوانحاً ... تجرُّ من ذيل الصِّبَا بُردًا قشبْ)
(مِنْ كُلِّ هيفاءِ القوامِ اذا انشنَتْ ... تكادُ مِنْ لينٍ بِهِ أَن تنقضبْ)
(تبدو بوجْهٍ مسفرٍ من غيهبٍ ... مِنْ شعْرها إِلَى بنى بدَرْ انتسبْ)
(مَنْ الرعابيبِ اللواتى خَلَّفَتْ ... ربْعَ اصطبارِى مثل مغناه الخَرِبْ)
(فَمَا وُقُوفِي بالطلولِ بعدهمْ ... أبكى بهَا والحىُّ عَنْهَا مغتربْ)
(سقيا سقى الله الْعباد معهداً ... بعامر إنْ ضنَّ دمعي المنسكبْ)
(ذَاك الَّذِي بِهِ الظُّبَا تحمِى الظبا ... فكَمْ بِهِ مثلي أسيرٌ مكتئبْ)
(لله أيامٌ بِهِ تصرمَتْ ... وكأسُ صفوٍ فِي لياليها شُرِبْ)
(بفتية تراضعوا ثديًا من اْلآدابِ ... كُلٌّ للغرامِ منجذبْ)
(يوشون شعرًا كالرياضِ بَينهم ... طويلُهُ يمد لفظ المقتضبْ)