وفيهَا يَوْم عيد الْفطر كَانَت وَفَاة الإِمَام عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الطَّبَرِيّ وَهُوَ الإِمَام الَّذِي تصدر فِي محراب الْعلم والإمامة وتسنم صهوة جموح الْفضل وَملك زمامه من رفع للعلوم أرفع رايه وَجمع بَين الرِّوَايَة والدراية فَأصْبح وَهُوَ كاسر الوساده بَين الْأَئِمَّة والساده يشنف المسامع بفرائد كَلَامه ويبهج النواظر بِمَا تدبجه أنامل أقلامه إِذا انفهقت بشقاشق قالِهِ لَهاتُهُ ثَبت حق إفصاح الْكَلَام وَبَطلَت ترهاته إِلَى نسب فِي صميم الشّرف عريق وَحسب غُصْن مجده بالمعالي وريق وَبَيت لم لَيْسَ فِيهِ إِلَّا إِمَام وخطيب وأديب فَنَنُ فضلِهِ فِي رياض الْأَدَب رطْب والطبريون سادة من غير الْفضل بريئون وَهَذَا الإِمَام وَاسِطَة عِقدهم ورابطة عقدهم ومحيي آثَارهم والآخذ من الدَّهْر بثأرهم صنَّف وَألف وَسبق وَمَا تخلف أما الْأَدَب فرَوضه الممطور وحَوضه الراوية مِنْهُ السطور كَانَت لَهُ عدَّة من المصنفات مِنْهَا شرح الدريدية الْمُسَمّى بِالْآيَاتِ الْمَقْصُورَة على الأبيات الْمَقْصُورَة وَحسن السريرة فِي حسن السِّيرَة وَشرح بديعيته الَّتِي على منوال بديعية ابْن حجَّة الْمُسَمّى على الْحجَّة بِتَأْخِير أبي بكر بن حجَّة ونشآت السلافة بمنشآت الْخلَافَة وَشرح قِطْعَة من ديوَان المتنبي سَمَّاهُ الْكَلم الطّيب على كَلَام أبي الطّيب وَله عدَّة رسائل وَغير ذَلِك من حواش وتعليقات وإنشاء ومكاتبات تهيج البلابل وَتحقّق لَوْلَا أَنَّهَا حَلَال سحر بابل أم بالمسليمن فِي الْمقَام بِبَلَد الله الْأمين واتصل بِقرب سُلْطَان مَكَّة ونواحيها وحامي جهاتها وضواحيها مَوْلَانَا الشريف حسن بن أبي نمي فحصلت لَهُ من جنابه الْعَظِيم مكانة أَي مكانة وزادت علوه رفْعَة وأعلت مَكَانَهُ بِحَيْثُ حَملته على تأليف غَالب مؤلفاته الْمَذْكُورَة برسمه وَجعلهَا خدمَة لخزانته المعمورة متوجة بلقبه واسْمه أثمرت عزا فِيهِ يتنافس الْمُتَنَافسُونَ وأينعت مجداً يُقَال فِيهِ لمثل هَذَا فليعمل الْعَامِلُونَ هطلت على غرائسها سحائب الإنعامات الحسنية ونشرت على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015