(نصْف بيتٍ قد أَتَى تَارِيخه ... ماتَ بالروُّمِ فهيدُ بْنُ الحَسَنْ)
وَفِي هَذِه السّنة كَانَت وَفَاة أكمل الدّين القطبي شَهِيدا بالأعاضيد اسْم مَحل بِهِ نخل ومزارع بَين الطَّائِف والمبعوث والمبعوث إِلَيْهِ أقرب والشريف إِدْرِيس إِذا ذَاك بالمبعوث وَفِي هَذِه السّنة أَيْضا وَقعت قتلة بَين الجبالية وَبَين الحسنان والقائد جَوْهَر قباني حَاكم مَكَّة تعصبت الحسنان والقواد للقائد جَوْهَر فتحاربوا أَجْمَعِينَ على أَقْدَامهم بِخَط القشاشيين إِلَى الصَّفَا وَكَانَ الظفر للحسنان والقواد وَقتل بعض الجبالية وَفِي أَوَائِل الْعشْرين من ذِي الْحجَّة الْحَرَام من سنة عشْرين بعد الْألف وصل من الديار الرومية الباشا حسن المعمار بميزاب الْكَعْبَة المشرفة أرسل بِهِ السُّلْطَان أَحْمد ابْن مُحَمَّد خَان وَأمره أَن يَجْعَل لَهَا إزاراً من حَدِيد فَوْقه مثله من الْفضة المطلية بِالذَّهَب فبرز أَمر صَاحب مَكَّة مَوْلَانَا الشريف إِدْرِيس بن الْحسن إِلَى أكَابِر مَكَّة وعلمائها بِأَن يلْقوا الباشا حسن من الْحجُون ويمشوا أَمَام الْمِيزَاب فامتثلوا الْأَمر وبرزوا وَكَانَ ذَلِك فِي آخر النَّهَار فَدخل الْمِيزَاب إِلَى مَكَّة من الْحجُون وأمامه بعض طوائف الْأَذْكَار وهم يذكرُونَ الله تَعَالَى فَبعد إتْمَام مَنَاسِك ذَلِك الْعَام وقفول الْحجَّاج إِلَى بِلَادهمْ توجه إِلَى عمَارَة الْعين وَكَانَ مَأْمُورا بذلك وصحبته أَمْوَال من جَانب السلطنة فاتفق عمل ذَلِك وأتمه ثمَّ إِنَّه ركب ميزاب الْكَعْبَة بعد قلع ميزابها وَأرْسل إِلَى الحضرة السُّلْطَانِيَّة وَجعل الْإِزَار الْمَأْمُور بِهِ على الْكَعْبَة وَاسْتمرّ الْإِزَار عَلَيْهَا إِلَى أَن اتّفق سُقُوط بعض الجدران فِي دولة الشريف مَسْعُود ابْن إِدْرِيس عَام تسع وَثَلَاثِينَ بعد الْألف كَمَا سَيَأْتِي تَفْصِيله وَقد تقدم ذكر بعض ذَلِك فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان أَحْمد بن مُحَمَّد خَان فِي الْبَاب الْمَعْقُود لدولة العثامنة أدامهم الله وأدام بهم الدُّنْيَا آمِنَة وَفِي سنة إِحْدَى وَعشْرين بعد الْألف وصل الْوَزير حاجي مُحَمَّد باشا مُنْفَصِلا عَن وزارة الْيمن وَكَانَ دُخُوله إِلَى مَكَّة غرَّة شعْبَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَصَامَ رَمَضَان وَتصدق وَفعل أفعالاً عديدة من الْخيرَات وَكَانَ وصل مَعَه فِي مركبه الْوَاصِل بحراً فيل صَغِير أَرَادَ أَن يهديه إِلَى الحضرة السُّلْطَانِيَّة العثمانية ثمَّ إِن هَذَا