(ملكٌ تذكرنا مواقعُ عضبِهِ ... فِي الهامِ وقعةَ جدِّهِ فِي خيبرِ)
(ملكٌ إِذا مَا جادَ حدث مُسْندًا ... عَن جودِهِ جودُ الغمامِ الممطرِ)
(ملكٌ سما عَن أَن أُصَرِّحَ باسمه ... لسموِّهِ عَن كُلِّ وصفٍ مشعرِ)
(ملكٌ قفا سنَنًا سنياً سنه ... للمجْدِ وَالِده الزكي العنصرِ)
(ألأَشرفُ الشهْمُ الَّذِي خضَعَتْ لَهُ ... شُمُّ الأنوفِ وكلُّ جحجاحٍ سَرِى)
(ألأَفضلُ السنَدُ الَّذِي بجنابه ... لاذَ الغطارفَة الألَى من حميرِ)
(ألأكملُ الندْبُ الَّذِي أوصافُهُ ... أنسَتْ سما الوضاحِ وابْن المنذرِ)
(ألأكرمُ المفضالُ مِنْ إحسانه ... أربَى على كسْرَى الملوكِ وقيصرِ)
(ذُو الهمَّةِ الْعليا الَّذِي قد نَالَ مَا ... عَنهُ تقصِّرُ همةُ الإسكندرِ)
(شرفاً تقاعَسَتِ الثوابتُ دونه ... لَو لم تُمدَّ بنوره لم تُزهرِ)
(هَبْهَا بمنطقةِ البروجِ مقرُّها ... أمناهِز هَذَا بُنُوَّةَ حيدرِ)
(كلا فكيْفَ بِمن حواها جَامعا ... نسبا سما بأبوَّةِ المدثرِ)
(أعظِمْ بهَا من نسبةٍ نبويةٍ ... علويَّةٍ تنمى لأصلٍ أطهرِ)
(قد شرفَتْ بدءاً بأشرفِ مرسلٍ ... وَنِهَايَة بالسيِّدِ الحسنِ السَّرِى)
(فَخر الخلائفِ دُرَّة التاجِ الَّذِي ... بسواه هَامُ ذَوِى العُلاَ لم يفخرِ)
(بَشَرٌ ولكنْ فِي صفاتِ ملائكٍ ... جُليَتْ لنا أخلاقُهُ فاستَبْصِرِ)
(لم تلقه يومَىْ عطا ووغىً سَوى ... طَلْق المحيَّا فِي حلا المتبشرِ)
(يلقى العفاةَ وقَدْ تلألأ وجهُهُ ... بسنا السرورِ وذاكَ أنضَرُ منظرِ)
(يعفُو عَن الذنبِ العظيمٍ مجازياً ... جانيه بالحسنَى كأنْ لم يوزرِ)
(يَا سيِّدَ الساداتِ دونَكً مِدْحَةً ... نفحَتْ بعرفٍ مِنْ نداكَ معطَّرِ)
(قد فصِّلَتْ بلآلىء المدحِ الَّتِي ... وقَفَ ابنُ أوسٍ دونهَا والبحتُرِى)
(وَافَتْكَ ترفُلُ فِي برودِ بلاغةٍ ... وبراعةٍ لبرودِ صَنْعَا تزدرِي)
(صاغَتْ حلاها فكرةٌ قد زانها ... شَمَمُ الإباءِ من امتداحِ مقصِّرِ)
(مَا شانها نَطْمُ القريض تكسُّبًا ... لَوْلَا مقامُكَ ذُو الْعلَا لم تشعرِ)
(مَا شانها إِلَّا اكتسابُ فضائلٍ ... تغنيه عَن شَرَفِ العظامِ النُّخَّرِ)
(فوردتُ منهَلَها الروىَّ فَلم أجدْ ... أحدا فنلْتُ صفاه غَيْرَ مكدرِ)