(واستهلَّتْ بالشرقِ سحْبٌ غزارٌ ... تَغْشَ شمساً ثوَتْ ببرجِ اللحودِ)
(حَازِم الملكِ سيد الشهدا مَنْ ... بلقاهُ قد زَانَ دارَ الخلودِ)
(غسلته حور الجنانِ مَعَ الوِلْدَانِ ... فِي حوضِ الكوثرِ المورودِ)
(وادرجته الاملاكُ فِي سندسىِّ ... بحنوطٍ من رحمةٍ معدودِ)
(فعزاء آل النبيِّ بحقِّ ... وهناء بالنصْرِ والتأييدِ)
(وهناء بالصومِ فِي رمضانٍ ... وهناء بالفطْرِ والتعييدِ)
(دُمْتَ للملكِ والممالكِ والخَلْقِِ ... مَدَى الدَّهْر دَائِما فِي سعودِ)
(مَا هَمَى الغيثُ حاكيًا جودَ كَفَّيْكَ ... فأبكَيْتَهُ بجودِ الجودِ)
(وَغدا طائرُ الجوانحِ مِنِّى ... بمديحِ المليكِ فى تغريدِ)
وَقَالَ الشَّيْخ عبد الرَّحْمَن بن أبي كثير يمدحه // (من الْخَفِيف) //
(أَسْعِفِى الصَّبَّ باللقا والتلاقِى ... وانقذِيِهِ من القِلَى والتلافِى)
(وارحَمِى من يَد الهوَى أسلَمَتْهُ ... للتباريحِ مِنْ جوى وتجافِي)
(مستهاماً لَهُ التصبُّرُ أضحى ... خائناً فِي الغرامِ والدمع وافِي)
(هام فِي حُبِّ غادة لَو أعارَتْ ... نورها الشَّمْس لم تُرَعْ بانكسافِ)
(ظَلْمُهَا القرقفي يسْقِي أَقَاحًا ... أَو لآلٍ من الثنايا الرهافِ)
(حف دُرَّا بهَا زُمرُّدُ وشْم ... فتحلَّى مِنْهُ بحسنِ اكتنافِ)
(حرسَتْهُ مِنْهَا بعثال قَد ... حيثُ أمستْ معسولةَ الترشافِ)
(وَبِه قد حمَتْ دروراً لذيذاً ... ووروداً من أنملِ القطافِ)
(لَو أرتْكَ الأثيثَ فَوق المحيَّا ... وتثنِّى القوامِ فِي الأردافِ)
(شِمْتَ بَدْرًا يضئ فِي جنْحِ ليلٍ ... وقضيباً يميسُ فِي الأحقافِ)
(أيأستْنِى بقسوةِ القلْبِ لكنْ ... أطمعتني الأعطاف بالإنعطافِ)
(فَكَأَنِّي فِي الحُبِّ مَا بَين يأسٍ ... ورجاءٍ فِي موقفِ الأعرافِ)
(لم تفوقْ سَهْما من الحسنِ إِلَّا ... وحشا العاشقينَ كالأهدافِ)
(أسقمتني مِنْهَا جفونٌ ضعافٌ ... وعجيبٌ يَأْتِي الضنا مِنْ ضعافِ)
(هِيَ دائِى وأطلبُ الْبُرْء مِنْهَا ... كيْفَ داءٌ يكونُ للسقمِ شافي)