(أظهر الْملك من بنيك ملوكٌ ... هم مصابيحُ أُفقِهِ حيثُ لاحوا)

(بل تراهم ضراغماً أبرزتْهُمْ ... غابة المُلْكِ إذْ ألمَّ الكفاحُ)

(فَإِذا مَا انتضيتُمُ لضرابٍ ... أثخنوه فَهُمْ لديك صفاحُ)

(وَإِذا مَا فوَّقْتَهُمْ فسهامٌ ... صائباتٌ لمَّا تطيشُ القداحُ)

(وَإِذا مَا هززتَهُمْ لطعانٍ ... جوَّدوه فهم يَقِينا رماحُ)

(سِيمَا مَنْ غزا وجاءَ بنصْرٍ ... بالهنا فِيهِ عمَّتِ الأفراحُ)

(حسنٌ من بِهِ الممالك تزهو ... ولكلِّ مِنْهَا إِلَيْهِ ارتياحُ)

(فبه روضُهُنَّ يثمرُ عدلا ... ودُجَى الظلمِ مِنْ سَمَّاهَا يزاحُ)

(ملكٌ إِن غزا ملا الأرضَ جَيْشًا ... وَإِذا مَا سخا ملاها السماحُ)

(زَاد تشريف مَكَّةٍ حِين أمسَى ... وَهْوَ فِيهَا مليكُهَا الجحجاحُ)

(وَكَذَا طيبةُ الشريفةُ زادَتْ ... مِنْهُ طيبا فعرفها فَيَّاحُ)

(رُبَّ عزمٍ يصيرُ المَاء جمراً ... يستعيرُ المضاءَ مِنْهُ السلاحُ)

(فالقلاعُ المحصناتُ الرواسِي ... مَا لَهَا غَيْرَ عزمه فتاحُ)

(بالخميس الَّذِي تميدُ الْأَرَاضِي ... مِنْهُ يفنيه عضبُهُ البضاحُ)

(فَإِذا العادياتُ هيَّجْنَ نقعاً ... وملا الجحفَلْينِ مِنْهُ الصياحُ)

(وأدارَتْ يَد الهياجِ كئوساً ... لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْمنية راحُ)

(فتراه ثَبْتَ الجنانِ قَوِيا ... جأشه معلما عراه انشراحُ)

(وَترى القَوْمَ مِنْهُ إِمَّا قتيلٌ ... أَو صريعٌ قد أثخنته الجراحُ)

(مذ أحسَّتْ بغزوه القومُ آبوا ... ولكلِّ مِنْ رعبه ذبَّاحُ)

(واستذلُّوا وأذعنوا وأطاعوا ... ورأَوْا أَن قَتلهمْ يستباحُ)

(وأَتَوْا خِيفةً وإلاَّ لكانوا ... جيفةً مَا ترَى لَهُم أشباحُ)

(ولأمسَتْ حصونُهُمْ دارساتٍ ... دِمَنًا قد سَفَتْ عَلَيْهَا الرياحُ)

(ولأضْحَوْا قوتاً لكلِّ الضواري ... للَّذي منسر لَهُ أَو جناحُ)

(ولسالَتْ مِنْهَا الدماءُ بحوراً ... لمذاكيه كَانَ فِيهَا سباحُ)

(لكنِ العفْوُ مِنْهُ مذ كَانَ طَبْعٌ ... وَله الصفْحُ شرعةٌ وصلاحُ)

(فَعَفَا رَافعا يَد القتْلِ عنهُمْ ... وَله الخيلُ والظبا واللقاحُ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015