يخْطب لَهُ مَعَ أَبِيه على مَنَابِر الْحَرَمَيْنِ الشريفين ثمَّ حجت خوند أم السُّلْطَان الغوري وَولده النَّاصِر مُحَمَّد وصحبتهما كَاتب السِّرّ مَحْمُود بن إنجا فِي سنة عشْرين وَتِسْعمِائَة فأكرمهم الشريف بَرَكَات وَقَامَ بهم أحسن قيام وطلبوا مِنْهُ السّفر مَعَهم لمجازاته وإكرامه فوافقهم على ذَلِك وَسَار مَعَهم إِلَى الْقَاهِرَة ودخلها مرّة ثَالِثَة فأنعم عَلَيْهِ الغوري بخلع سنية وإكرامات مرضية لم يسْبق إِلَى مثلهَا وَلم يُشَارِكهُ أحد فِي فَضلهَا وهنأه الشُّعَرَاء بذلك مِنْهُم العليف الْمَشْهُور بالقصيدة الْآتِي ذكرهَا بعد وبقصيدة أُخْرَى مِنْهَا قَوْله // (من الْخَفِيف) //

(أَنْتَ ربُّ القضيبِ والبُرْدِ والسيْفِ ... ورَبُّ الكُمَيْتِ والمزراقِ)

(لَو رأى المصطفَى أناسٌ عيَانًا ... حَلَفُوا أنكَ ابنُهُ بالطَّلاقِ)

(سِرْتَ نَحْو المليكِ مَعْ صاحِبِ السرْرِ ... على مَتْنِ سابحٍ سبَّاقِ)

(فَذَكرنَا مَسْرَى النبيِّ وجِبْرِيلَ ... إِلَى الحقِّ فَوق ظهرِ البُراقِ)

(فتلاقَى البحران جمعا على المَرْجِ ... فطوبَى لبَحْرك الدفاقِ)

(وبلغْتَ الذى بلغْتَ بتدبيرٍ ... من اللهِ فوقَ سبْعٍ طباقٍ)

(ثمَّ أَصبَحت فى حماك وَقد تَمْمَتْ ... بِمَا كَانَ من رضَا واتفاقِ)

وَمِنْهُم الفاضلة الأديبة ستيتة بنت القَاضِي كَمَال الدّين مَحْمُود بن شيرين القاهرية وَذكرت الإنعامات الَّتِي انْفَرد بهَا الشريف بَرَكَات فِي قصيدة دالية هِيَ قَوْلهَا // (من الطَّوِيل) //

(قِفُوا واسمعوا قولا صَحِيحا لَهُ سَنَدْ ... عَن الإشرفِ الغوريِّ مَا عَنهُ يعتمدْ)

(وَمَا نالَ مَوْلَانَا الشَّريف من العطا ... ثَمَانِيَة مَا نالَهَا قبله أحَدْ)

(فأوَّلها يدعَى لَهُ بمقامِهِ ... كَمَا يُدْعَ للسُّلْطَان هَذَا بِهِ انفردْ)

(وأسمعه القيناتِ فى وَسْطِ دارِهِ ... وذلكَ ثانِى مَا ذكرْتُ من العدَدْ)

(وثالثُهَا يوضعْ لَهُ بإزائِهِ ... لمرتبة علياءَ فى بِرِّهِ اجتهدْ)

(ورابعُها يطعمْهُ بِالْيَدِ مَا يشا ... كوالِدِ مولودٍ إِذا يُعْنَ بالولَدْ)

(وخامسها سارا فَلم ير نَعله ... تمهل حَتَّى حَامِل النَّعْل قد وَرَدْ)

(وسادسها جازَا جَمِيعًا بداره ... فأنزله بَين العساكِرِ وانْفَرَدْ)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015