(مَا جرَى ذكْرُ المغإني فِي رَبًّا ... صبواتِ الشطِّ أَلا انْتَحَبَا)
(حَبَّذا صلْبُ القعيسا وطَنِي ... ولويلاتٍ بهَا مَا أَعْذَبَا)
(وَربا البيرَيْنِ مِنْ قبليِّه ... وشراب بهما مَا أعْذَبَا)
(يَا أخلاَّيَ بصبْيا واللِّوَى ... وأحبَّائى بتَيَّاكَ الرُّبَا)
(هَل لنا نَحْوَكُمُ من عودةٍ ... لِنَرَى سدْرَكُمُ والكثبا)
(فلَكَمْ خادَعْتُ قَلْبِى جاهداً ... يتسلَّى عَن هَوَاكُمْ فأَبَى)
(فاذكروا صَبًّا بِكُمْ ذَا لوعةٍ ... بَان عنْكُمْ كَارِهًا مغتصبا)
(وَإِذا عَنَّ لَهُ ذِكْرَاكمُ ... صاحَ واغتصَّ الحسا وانتحبا)
(وَإِذا مَا سَجَعَتْ قمريَّةٌ ... صَاح من فَرْطِ الأسى واحَرَبَا)
(هَائِم القَلْبِ كئيباً دنفاً ... لم يَرَ السلوانَ عَنْكُمْ مَذْهَبَا)
(أَتَرَى الحيَّ الَّذِي كَنَّا وهُمْ ... جيرة بالشَّامِ أيامَ الصِّبَا)
(ليتَ شعْرِى بَعدنَا هَل طَنَّبُوا ... بِرُبا نَحْلان بَعْدى طنبا)
(أَو تناءَتْ بهمُ عِيسُهُمُ ... أَو سَبتهمْ بَعدنَا أَيدي سَبَا)
(عجبا للدَّهْرِ مَاذَا سنَّهُ ... ولأحداثِ اللَّياليِ عَجَبَا)
(مَا طلبتُ الدَّهْرَ أَلا صعباً ... وطلبتُ السِّلْمَ إلاَّ حَرَبا)
(ولئنْ حلَّ بقلبي نُوَبٌ ... مُصْمِيَاتٌ تستهلُّ النوبا)
(وبلانِى مِنْ زماني محنٌ ... بَلَغَ الضدُّ بهَا مَا طلبا)
(فلعَمْرِى مَا بلت أَلا صفا ... وانتضَتْ أَلا حساماً خَشَبَا)
(غير لَا أنكر مَعْرُوفًا وَلَا ... عَابِس الْوَجْه إِذا الدَّهْرُ كَبَا)
(لَا وَلَا منكرث لَو أَنه ... وَهَبَ الحوباءَ فِيمَا وَهَبَا)
(وَأجل الناسِ صبرا لَو على ... غارب المكروهِ يَوْمًا ركبَا)
(إخوتِى بالشامِ بَلْ يَا سادتِي ... وأعز النَّاس أمَّا وَأَبا)
(ومَسَاعِير الوغَى من حسنٍ ... وَبَنُو الحربِ إِذا ضَاقَ القبا)
(ألشناخيبُ الذُّرَى من معشرٍ ... ألصَّنَادِيدُ الكرامُ النجبا)
(إِن قضيتُمْ من هوانا أَرَيًا ... مَا قضينَا من هواكُمْ أَرَبَا)
(أَو تناءَتْ دَارنَا عنْكُمْ وَلم ... يأتنا منْكُمْ على البُعْدِ نبا)