وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وكبلا فِي الْحَدِيد وَظهر عَزله بأَخيه الشريف أبي الْقَاسِم فوليها الشريف أَبُو الْقَاسِم بن حسن بن عجلَان وَكَانَ بِالْقَاهِرَةِ فَطلب الْأُمَرَاء المقيمون بِمَكَّة وَلَده السَّيِّد زَاهِر بن أبي الْقَاسِم بن حسن بن عجلَان وألبسوه خلعة ليَكُون نَائِبا عَن أَبِيه فَقَامَ بِحِفْظ الْبِلَاد وَلَده السَّيِّد زَاهِر وَذهب بالأخوين عَليّ وَإِبْرَاهِيم إِلَى جدة وأركبا فِي جلبة إِلَى الْقَاهِرَة وتفصيل هَذِه الْوَاقِعَة هُوَ مَا ذكره الجزيري فِي تَارِيخه فَقَالَ لما كَانَت سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة وصل حكم من السُّلْطَان الظَّاهِر جقمق صَاحب مصر مَعَ الْأَمِير تمراز بِالْقَبْضِ على الشريفين عَليّ بن حسن بن عجلَان وأخيه إِبْرَاهِيم وتجهيزهما إِلَى مصر فَحَضَرَ الْأَمِير تمراز إِلَى مَكَّة فِي مستهل شَوَّال فَأرْسل الْأَمِير بيورلدي إِلَى الشريف عَليّ ابْن الشريف حسن أَن يحضر هُوَ وَأَخُوهُ السَّيِّد إِبْرَاهِيم للبس خلعتيهما فتخيلا من ذَلِك وَكَانَا بوادي الْآبَار ثمَّ اقْتضى رأيهما أَن يُقيم السَّيِّد إِبْرَاهِيم بوادى الْآبَار وَيتَوَجَّهُ إِلَيْهِم الشريف عَليّ فوصل إِلَى مَكَّة فِي عشَاء ثَالِث شَوَّال وأتاهم فِي صباحها فَسَأَلُوهُ عَن أَخِيه السَّيِّد إِبْرَاهِيم فَذكر لَهُم عَنهُ عذرا أَقَامَهُ فألبس الْأَمِير تمراز الشريف عَليّ خلعة حَمْرَاء وحياصة وَقُرِئَ مرسوم السُّلْطَان مضمونه إِنَّه بلغنَا أَن الشريف عَليّ متشوش الخاطر فليطب نفسا وليقر عينا فَإنَّا لَا نغير عَلَيْهِ شَيْئا أبدا مَا دَامَ على العهو والمواثيق وَقد بعثنَا لَهُ بخلعة ولأخيه إِبْرَاهِيم كاملية فَرو قاتم فقرت بذلك عين الشريف فلبسها وَطَاف بِالْبَيْتِ فَحسن الأتراك للشريف عَليّ أَن يُرْسل إِلَى أَخِيه إِبْرَاهِيم فيصل للبس خلعته السُّلْطَانِيَّة فاعتمد الشريف عَليّ قَوْلهم وَأرْسل إِلَى أَخِيه ثمَّ اجْتمعَا بهم فِي الْمَسْجِد فألبس الشريف إِبْرَاهِيم خلعته وَكَانَ بعض الْأُمَرَاء الأتراك اعتذر عَن حُضُوره ذَلِك الْيَوْم بِأَنَّهُ شرب مسهلاً فَحسن الْبَاقُونَ من الأتراك للشريفين أَن يعزما إِلَيْهِ من الْمَسْجِد لزيارته وَكَانَ نازلاً بمدرسة الباسطية ففعلا فَبعد أَن وصلا إِلَيْهِ مَعَ جمَاعَة الأتراك أخرج أحد الْأُمَرَاء مَكْتُوبًا من السُّلْطَان وَدفعه لذَلِك الْأَمِير الْمَزْبُور فَأعْطَاهُ لكَاتبه فعّربه ثمَّ قَرَأَهُ فَكَانَ مضمونه الْأَمر بِالْقَبْضِ على الشريف عَليّ وأخيه إِبْرَاهِيم فَقبض عَلَيْهِمَا وتفرق من كَانَ مَعَهُمَا وحصلت الغوغاء فى الْبَلَد ثمَّ استعادوا مِنْهَا مَا ألبسوهما من الْخلْع ثمَّ إِنَّهُم سفروهما إِلَى جدة وأركبوهما الْبَحْر إِلَى مصر