(أوَ لَيْسَ فِي هَذَا الدُّعَاء لأهلِهِ ... وَلمن أقامَ بِهِ الأمانُ من الفتَنْ)

(صُنْ مَكَّة الغراءَ من فِتنٍ ومِنْ ... محن فأنتَ أحقُّ من طفأ الفِتَنْ)

(وَمن المحاسِنِ فِي الكلامِ قصيدةُ الْمُقْرى ... الَّتِي جمع البديعَ بهَا وَسَنّ)

(قد قَالَ فِي أبياتها وبديعهَا ... لله ذَاك القَوْلُ من قولٍ حَسَنْ)

(داءُ الرياسةِ فِي مُتَابعَة الهَوى ... ودواؤه فِي الدفعِ بالوجْهِ الحَسَنْ)

(وإذَا الْفَتى استقصَى لنصرةِ نفسِهِ ... قَلَبَ الصديقُ لحربه ظَهْرَ المجِنْ)

(لَا تُضغ إِن شرِّ دَعَا فالشرُّ إِن ... تنهضْ لَهُ ينهضْ وَإِن تسكُنْ سَكَنْ)

(وسديدُ رأىٍ لَا يحرِّكُ فتنةٌ ... سكَنَتْ وَإِن حركْتَهُ الفتنُ اطمأنّ)

(رَدَّ العدوَّ إِلَى الصداقةِ حِكْمَة ... صفَّتْ من الأكدار عَيْشَ ذَوي الفطَنْ)

(هذي نصائحُ أبرزتْها فكرةُ الْمقْرى ... تفوقُ الدُّر لَيْسَ لَهَا ثمَنْ)

(فاقبل نصائح تتصلْ بل إِنَّهَا ... حِكَمٌ تفوقُ الدرَّ يدْخلهُ الوَهَنْ)

(أنتَ المليكُ ابنُ المليكِ وليْسَ مِنْ ... شأنِ الملوكِ الشمِّ إحمالُ الإحَنْ)

(وَترى الطبيبَ إِذا تقادم جُرْحُ من ... يدويه لاطَفَهُ وغيَّرَ بالدهنْ)

(كلٌّ لَهُ شجنٌ وَمَا لَك فِي الْعلَا ... شجَنٌ سوى الْإِصْلَاح يَالَكَ من شجنْ)

(ولأَنْتَ فِي الإسلامِ رأسٌ واحدٌ ... والرأسُ مهما اعْتَلَّ يتبعُهُ البدَنْ)

(رفقا بأهْلِ المكَّتَينِ وَرَحْمَة ... بهمُ وعطفاً شَامِلًا لبني حَسَنْ)

(وَإِذا أردتَّ لَهُ معاتبةٌ علَى ... مَا فاتَ قَلْتَ الصيفَ ضيَّعْتِ اللبَنْ)

(لَا زلتَ فِي الشَّرَفِ المعظَّم خَالِدا ... مَا غرَّدَ القُمْرِيْ الطروبُ على فَنَنْ)

وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد جملَة مِنْهُم أَبُو الْقَاسِم وَعلي وَإِبْرَاهِيم وبركات ثمَّ وَليهَا الشريف بَرَكَات بن حسن بن عجلَان وَذَلِكَ أَنه استدعاه السُّلْطَان برسباي سادس عشر رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وَهِي سِتَّة تسع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة فَلَمَّا قدم إِلَى مصر المحروسة أواسط ذِي الْقعدَة فوض إِلَيْهِ إمرة مَكَّة المشرفة عوضا عَن وَالِده وَقرر أَخَاهُ إِبْرَاهِيم بن حسن نَائِبا عَنهُ ثمَّ ألبسهما خلعتين عظيمتين فوصلا إِلَى مَكَّة المشرفة ودخلها بِالْخلْعِ السُّلْطَانِيَّة وَقُرِئَ توقيع مولأنا الشريف بَرَكَات بِالْحَطِيمِ على طَريقَة أسلافه الْكِرَام لَا زَالَ الْملك فيهم وَفِي عقبهم إِلَى يَوْم الْقيام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015