صفر الْخَيْر سنة ثَمَان عشرَة وَثَمَانمِائَة كَمَا سَنذكرُهُ وَقبل وُصُول الْحَج بأيام أخمد الله الْفِتْنَة بوصول الْأَمِير فَيْرُوز الطواشي الساقي الْمَذْكُور بِالْخلْعِ والمراسيم يَعْتَذِرُونَ إِلَى الشريف حسن ويطمئنونه أَن الْبِلَاد بِلَاده وسألوا فَضله أَن يَأْذَن للْحَاج فِي دُخُول مَكَّة ويعطيهم الْأمان فَإِنَّهُم لما بَلغهُمْ تهيؤه تَأَخَّرُوا وَلم يقدموا على الدُّخُول فَقَالَ الشريف حسن لَا يدخلُوا أَلا إِذا سلمُوا إِلَيْنَا جَمِيع مَا مَعَهم من السِّلَاح وآلات الْحَرْب وَإِلَّا مَا دخلوها فوافقوه على ذَلِك وَوَافَقَهُمْ على إِعَادَته إِلَيْهِم عِنْد السّفر فَدَخَلُوا مَكَّة رَابِع ذِي الْحجَّة الْحَرَام وَجَاء الْأَمِير إِلَى بَيت الشريف حسن بأجياد وَسلم عَلَيْهِ وَاعْتذر قيل وَلم يحجّ الشريف حسن وَلَا أحد من أهل مَكَّة أَلا نَاس قَلِيل مخفون بِحَيْثُ أَن يَوْم النَّحْر صلوا الْعِيد بِمَكَّة وَلم يُشَاهد ذَلِك قطّ وَأصَاب الحجيج مشقة عِنْد المأزمين وَوَقع قتل وَنهب وَلَو لم يغث الحجيج أهل الْخَيل جمَاعَة الشريف حسن لذهب الْحَاج جَمِيعه وَكَذَلِكَ لَيْلَة النَّحْر بمنى وَكَانَ الْفَاعِل لذَلِك غوغاء الْأَعْرَاب وَفِي موسم خمس عشرَة وَثَمَانمِائَة قتل من آل جميل جمَاعَة أهل شَرّ وَفَسَاد فَفَزعَ الْحَاج وَركب الشريف حسن بِنَفسِهِ حَتَّى أخمد الْفِتْنَة وَسلم الله الْمُسلمين وَفِي خَامِس ذِي الْحجَّة عَام سبع عشرَة وَثَمَانمِائَة وَقع بَين القواد وأمير الْحَاج وَالنَّاس فِي صَلَاة الْجُمُعَة أَن هجم القواد بخيولهم ملبسة إِلَى مقَام الْحَنَفِيّ يطْلبُونَ الْأَمِير وكَان قد أمسك شخصا مِنْهُم يُسمى جَرَادًا وحبسه فتشفعوا بالشريف حسن إِلَيْهِ فَامْتنعَ من إِطْلَاقه فَعظم الْأَمر وَجرى الْقِتَال وسال الدَّم فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَخرج الأتراك فِي إثرهم إِلَى جِهَة سوق بَاب إِبْرَاهِيم فَانْهَزَمَ القواد وَرجع الْأَمِير وَدخل الْمَسْجِد وَأدْخل خيله وَسمر أَبْوَاب الْمَسْجِد جَمِيعهَا مَا عدا أَرْبَعَة أَبْوَاب وباتت خيولهم ملابس والمشاعل تقد فِي الْمَسْجِد وغالب الحجيج بِهِ وَاجْتمعَ القواد فِي أَسْفَل مَكَّة بِمحل يُسمى الطنبداوي وانتهبت الْبيُوت والأسواق وَسلم الله الْحَاج ببركة الشريف حسن وصادف ذَلِك أَن مَكَّة فِي ذَلِك الْعَام مغلية فَأَنْشد إِذْ ذَاك بعض الأدباء وَفِيه تورية حَسَنَة // (من مجزوء الْكَامِل) //

طور بواسطة نورين ميديا © 2015