أَبِيه فَقَالَ قد علمت مُنْذُ تعرض لبلاد المغول أَنه مقتول وَانْقطع الْحَاج عَن مَكَّة خوفًا من أَبِيه رميثة وَكَانَت وَفَاة رميثة يَوْم الْجُمُعَة الثَّامِن من ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة كَمَا تقدم وطيف بِهِ أسبوعاً كَمَا هِيَ عَادَة أسلافه وَذَلِكَ وَقت صَلَاة الْجُمُعَة والخطيب على الْمِنْبَر فَكف حَتَّى فرغوا من الطّواف بِهِ وَكَانَ ابْنه عجلَان يطوف مَعَ الجنارة ثمَّ جعله فِي مقَام الْخَلِيل على نَبينَا وَعَلِيهِ أفضل الصَّلَاة وَالتَّسْلِيم وَدفن بالمعلاة عِنْد قبر أم الْمُؤمنِينَ السيدة خَدِيجَة بنت خويلد زوج النبى
كَانَت ولَايَته على مَكَّة سبع مَرَّات ومجموعها ثَلَاثُونَ سنة أَو أَكثر مُسْتقِلّا أَربع عشرَة سنة وَنصف سنة أَو أَزِيد وشريكاً لِأَخِيهِ حميضة فِي مرَّتَيْنِ مجموعهما نَحْو عشر سِنِين وشريكاً لِأَخِيهِ عطيفة سِتّ سِنِين أَو أَزِيد وَكَانَ يكنى أَسد الدّين ويلقب أَبَا عَرَادَة وَكَانَ لَهُ من الْأَوْلَاد أَحْمد وَسَنَد وثقبة وعجلان ومغامس رَحمَه الله تَعَالَى وَمِمَّا قيل فِيهِ قَول موفق الدّين الحديدي من الْكَامِل
(باللهِ هاتِ عَنِ اللَّوَى وطُلُولِهِ ... وعَنِ الغَضَا وجَلالِهِ وحُلُولِهِ)
(أَطِلِ الحَديثَ فَإِنَّ تَقْصِيرَ الذِي ... يَلْقَى مِنَ التَّبْريحِ فى تَطْويلِهِ)
(عَلِّلْ بِذكْرِ العَامِرِيَّةِ قَلْبَهُ ... فَشِفَاءُ عِلَّةِ ذَاكَ فِي تَعْلِيلِهِ)
(وإذَا عَليِلُ الرِّيحِ أَهْدَى نَحْوَهُ ... نَشْرًا فَنَشْرُ عَلِيله بِعَليلِهِ)
(رَشَأٌ رَنَا فَرَمَى فُؤَادَ مُحبِّهِ ... عَنْ قَوْسِ حَاجِبِه بِسَهْمِ كَحِيلِهِ)
(وحَوى القُلُوبَ بِأَسْرِهَا فِى أَسْرِهِ ... وسَبَى البَهَا بِرَسيلِهِ وأسِيلِهِ)
(وَبَيَاضِهِ وسَوَادهِ وقَويهِ ... وَضَعِيفِهِ وخَفِيفهِ وثَقِيلِهِ)
(وتَفَيَّأَ الظِّلَّ الذِى ضَمِنَتْ لَهُ اْلأيَّامُ ... بَيْنَ مَبِيتِهِ ومَقِيلِهِ)
(حَطَّ الرِّحَالَ بِمَكَّةٍ وأَقَامَ فِي ... حَرَمِ الخِلاَفةِ يَعْدَ طُولِ رَحِيلِهِ)
(جَلَبَ المديحَ لمنجبِ بنِ مُحَمِّدِ إبْنِ ... نَبِيِّهِ ابْنِ وَصيِّه ابنِ بَتُولِهِ)
وَمِنْهَا
(واقرأ تحيَّتهُ البطين ومجد إِبْراهيمِهِ ... فِي صلْب إسماعيلِهِ)