فولا مَا كَانَ مِنْهُم من الْمَنْع لما نُرِيد لَكَانَ يصدر إِلَى أبوابكم الْعَالِيَة فِي كل شهر بريد وَحين وصل وكيلكم الْمُعظم الباشا مصطفى إِلَى الْجِهَات اليمنية والديار الَّتِي هِيَ بِسيف قهركم محمية بسط عدله فِي أهل الْيمن وأخمد نيران الْفِتَن والمحن وَأصْلح من الْأُمُور مَا ظهر وَمَا بطن واطلع على الْحَقَائِق فِي الْمَاضِي واللاحق وَمَا نَحن عَلَيْهِ بِحَمْد الله من حسن المساعي والطرائق وكرم الْأُصُول الشَّرِيفَة والمعارق وَقد أرسل إِلَيْنَا قصاد أمجاد محبون أوداد عرفُوا جَمِيع الْأُمُور وَأَحَاطُوا بِالظَّاهِرِ مِنْهَا والمستور وَلَعَلَّ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُهَيِّئ قدومه إِلَى صنعا وَيحيى بِهِ اللإله دينا وَشرعا وَيقطع بِهِ دابر من خَالف أَمركُم قطعا ولعمري إِنَّه رجل عَظِيم وَذُو خطب جسيم بأرباب الدّين رءوف رَحِيم قد طابت شمائله وراقت أَوْصَافه ومخايله فَهُوَ بِكُل خير يجود وَيحمل من طاعتكم مَا يشق على غَيره ويئود فَالله يَجْعَل سَعْيه مشكوراً ويشرح بِأَعْمَالِهِ من الاسْتقَامَة قلوباً وصدورا وَيدْفَع بِعَين عنايته عَن الْأَنَام وَالْإِسْلَام شروراً ويملأ الْأَنْفس والأفئدة حبوراً إِن شَاءَ الله وسرورا وَبعد السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته وَمِنْهَا بَغْدَاد وأعمالها والمشاهد الشَّرِيفَة النَّبَوِيَّة العلوية الحسنية والموسوية الكاظمية والعلوية الرضوية وَمِنْهَا بِلَاد الْمغرب وَمَا فِيهِ من الجزائر وَكَانَت فِي الْقَدِيم جَامِعَة لعدة سلاطين بل كَانَت دَار الْخلَافَة الأموية ثمَّ العباسية ثمَّ العمرية الحفصية ثمَّ الشريفية الحسنية ثمَّ للخلافة العبيدية وَمِنْهَا الممالك الْمَعْرُوفَة بروملي وَمَا اتَّصل بهَا من بِلَاد الْكفَّار على اخْتِلَاف أنواعهم وأجناسهم مِمَّا لَا يُحْصى كَثْرَة وَمِنْهَا مَا فتح من الممالك الإسلامية بِنَاحِيَة الْعَجم لما خرج لمقابلة قزل باش طهماسب وَمِنْهَا السّفر الْأَخير وَهِي الْغُزَاة الْعُظْمَى الَّتِي شرفه الله تَعَالَى فِيهَا بِالشَّهَادَةِ فَهُوَ