تلقب بِالْملكِ الظَّاهِر أبي النَّصْر وخلع على الْأَمِير تمريغا الظَّاهِرِيّ الأتابكية عوضا عَن نَفسه وَكَانَ بلباي ضَعِيفا عَن تَدْبِير الْملك وتنفيذ الْأُمُور فخلعه الْأُمَرَاء من السلطنة يَوْم السبت لسبع مضين من جُمَادَى الأولى سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة وَكَانَت مُدَّة سلطنته شَهْرَيْن إِلَّا أَرْبَعَة أَيَّام
وَيُقَال إِنَّه رومي الأَصْل من مماليك الظَّاهِر جقمق أعْتقهُ ورباه صَغِيرا ورقاه إِلَى أَن جعله خاصكياً ثمَّ سلحداراً ثمَّ خازنداراً ثمَّ إِلَى أَن صَار أتابكاً للعساكر ثمَّ تسلطن وَكَانَ لَهُ فضل وتودد إِلَى النَّاس وحذق بِبَعْض الصَّنَائِع بِحَيْثُ كَانَ يعْمل القبي الفائقة بِيَدِهِ وَيعْمل السِّهَام عملا فائقاً وَيَرْمِي بهَا أحسن رمي مَعَ الفروسية التَّامَّة وَمَا زَالَ بِهِ الْأَمر حَتَّى خلعوه ونفوه إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة وَكَانَت مُدَّة ولَايَته ثَمَانِيَة وَخمسين يَوْمًا ثمَّ إِن السُّلْطَان قايتباي اعتذر إِلَيْهِ من وثوبه عَلَيْهِ وأكرمه وَأحسن مثواه وأرسله إِلَى دمياط على أحسن حَال فَقبل عذره وَلم يَقع لملك من الْإِكْرَام بعد الْخلْع مَا وَقع لَهُ لكَونه جَدِيرًا بذلك
ظهر يَوْم الْإِثْنَيْنِ لست مضين من شهر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَسبعين وَثَمَانمِائَة يَوْم خلع تمربغا وَقيل لَهُ المحمودي لِأَنَّهُ جلبه الخوجا مَحْمُود إِلَى مصر فنسب