اعْلَم أَن الشراكسة جنس من التّرْك فِي جنوب الأَرْض لَهُم مَدَائِن عامرة وَلَهُم جمال ومزارع يزرعون وهم تابعون لسلطان سراي قَاعِدَة ملك خوارزم وملوك هَذِه الطوائف لملك سراي كالرعية يقاتلونهم ويسبون مِنْهُم النِّسَاء وَالْأَوْلَاد ويجلبونهم إِلَى أَطْرَاف الْبِلَاد والأقاليم وَكَانَ الْملك الْمَنْصُور قلاوون الَّذِي هُوَ من مُلُوك الأتراك صَاحب مصر قد استكثر من شِرَاء المماليك الشركسية وَكَذَلِكَ أَوْلَاده وَأَوْلَادهمْ وأدخلوهم فِي الخدم الْخَاصَّة وصاروا سلحدارية وجمدارية وجاشنكيرية وَكَبرُوا عمائهم وسلكوا طرائق أستاذيهم مُلُوك التّرْك وأدخلوا السلطنة وغلبوا عَلَيْهَا واستكثروا من جنسهم وَعمِلُوا قَوَاعِد انتظمت بهَا دولتهم وَولي مِنْهُم وَمن أَوْلَادهم السلطنة بِمصْر اثْنَان وَعِشْرُونَ ملكا وَكَانَ ابْتِدَاء ملكهم سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَمُدَّة ملكهم مائَة وَثَمَانِية وَثَلَاثُونَ سنة فأولهم
) قَامَ بدولة الشراكسة جلبه عُثْمَان بن مُسَافر فَلذَلِك يُقَال لَهُ برقوق العثماني فَاشْتَرَاهُ الأتابك يلبغا الْعمريّ وَهُوَ من جملَة الأتراك الَّذين مسهم الرّقّ مماليك بني أَيُّوب وَإِنَّمَا سمى برقوق لجحوظ فِي عَيْنَيْهِ وتقلبت بِهِ الْأَحْوَال إِلَى أَن صَار أَمِير