التَّرْجَمَة هَذِه وَأَخْرَجَاهُ من ملكه إِلَى صَرخَد ثمَّ جهزاه إِلَى سميساط وَفِي ذَلِك كتب إِلَى الْخَلِيفَة النَّاصِر العباسي ب بَغْدَاد قَوْله من الْبَسِيط

(مَوْلاَيَ إنَّ أبَا بَكرٍ وصَاحِبَهُ ... عُثمان قَدْ غَصَبَا بالسَّيْفِ حَقَّ عَلِي)

(وهْوَ الذِي كَانَ قَدْ ولاَّهُ والِدُهُ ... عَلَيْهِمَا فاسْتَقَامَ الأمْرُ حِيَن وَلِي)

(فَخَالَفَاهُ وحَلاَّ عقْدَ بَيْعتِهِ ... والأَمْرُ بَيْنَهُمَا والنِّصْفُ فِيهِ جَلِي)

(فانظُرْ إِلَى حَظِّ هَذَا الاسْمِ كَيْفَ لَقِى ... مِنَ الأوَاخِرِ مَا لاَقَى مِنَ الأُوَلِ)

فأَجابه النَّاصِر العباسي من الْكَامِل

(وَافَى كِتَابُكَ يابْنَ يُوسُفَ مُعْلِنًا ... بالوردِ يُخْبِرُ أَنَّ أَصْلَكَ طَاهِرُ)

(غَصَبُوا عَلِيًّا حَقَّهُ إذْ لَمْ يَكُنْ ... بَعْدَ النِّبِيِّ لَهُ بِيَثْرِبَ نَاصِرُ)

(فاصْبِرْ فإنَّ غَدًا عَلَيْه حِسَابَهُمْ ... وَابْشِرْ فَنَاصِرُكَ الإمامُ النَّاصِرُ)

وَكَانَ فيهمَا تشيع وَقَالَ الْعَلامَة الصَّفَدِي فِي تَارِيخه توفّي يَوْم الْجُمُعَة فَجْأَة بعد أَن صلى الْجُمُعَة خَامِس عشر صفر من سنة 622 هـ وَحمل إِلَى حلب وذفن بهَا وَكَانَ صَحِيح العقيدة عِنْده علم وأدب يجب الْعلمَاء وَالْعلم وَله فِي الْجِهَاد مَعَ أَبِيه مشَاهد مَعْرُوفَة وآثار جميلَة ووقف أوقافاً جميلَة ولشعراء عصره فِيهِ أمداح طائلة وقصائد هائلة مثل ابْن الساعاتي وَابْن سناء الْملك وَغَيرهمَا فَمن قَول ابْن سناء الْملك فِيهِ من قصيدة من الْخَفِيف

(مَلكٌ إسْمُهُ عَلِيِّ وَلَكِنْ ... كَبْدُهُ فِي حُرُوبه كَبْدُ عَمْرِو)

(لَيْسَ يَنْفَكُّ بَيْنَ فَتْحٍ وفَتْكٍ ... حِين يختالُ بَين نصلٍ ونصرِ)

(وَجْههُ البَدْرُ فِي الحُرُوبِ فَلاَ تع ... جَبْ إِذا كَانَ يَوْمُهُ يَوْمَ بدرِ)

وَله من أُخْرَى من الْبَسِيط

(حَسْبِى علىٌّ نَدًى حَسْبِى عَلِىٌّ هُدًى ... حَسْبِى علىٌّ جدى حَسْبِى عَلِىٌّ عُلاَ)

(حَمَدتُّ آخرَ أَيَّامِى بِخِدْمَتِهِ ... ولَسْتُ أَحْمَدُ مِنْ أَيِامِىَ الْأَوْلَاد)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015