قلت وَقَول السدى فِيمَا تقدم إِن سَبَب إِخْرَاج إِبْرَاهِيم هَاجر إِلَى الْحرم إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب غضب سارة على هَاجر حِين تسابق الغلامان وَسبق إِسْمَاعِيل إِسْحَاق ولإقعاد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام إِسْمَاعِيل فِي حجره وإقعاد إِسْحَاق إِلَى جَانِبه وَقَول سارة عَمَدت إِلَى ابْن الْأمة فأجلسته فِي حجرك إِلَى آخِره لَيْسَ بِصَحِيح وَكَذَا قَوْله تهارش إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق كَمَا يتهارش الصّبيان فَغضِبت لَيْسَ بِصَحِيح بل الصَّحِيح أَن سَبَب إخْرَاجهَا مَحْض الْغيرَة كَمَا رَأَيْته فِي غَالب كتب السّير ثمَّ إِنَّه ذكر أَن إِسْمَاعِيل كَانَ طفْلا إِذا ذَاك لَا يهارش وَلَا يسابق انْتهى وَذكر النَّوَوِيّ والسهيلي أَنَّهَا مَاتَت وَسن وَلَدهَا إِسْمَاعِيل عشرُون سنة وروى الْأَزْرَقِيّ عَن ابْن إِسْحَاق أَن إِبْرَاهِيم لما أَمر بِبِنَاء الْبَيْت أقبل من أرمينية على الْبراق حَتَّى انْتهى إِلَى مَكَّة وَبهَا إِسْمَاعِيل وعمره يَوْمئِذٍ عشرُون سنة وَقد توفيت أمه قبل ذَلِك وَهَذَا يَقْتَضِي أَن أمه توفيت وسنه دون عشْرين لِأَنَّهَا مَاتَت قبل قدوم إِبْرَاهِيم وَقدم إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل ابْن عشْرين سنة ثمَّ إِن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام اسْتَأْذن سارة فِي زِيَارَة ابْنه وَأمه فَأَذنت لَهُ واشترطت أَلا ينزل عِنْدهَا فَقدم إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَقد مَاتَت هَاجر فَأتى بِبَيْت إِسْمَاعِيل فَوجدَ امْرَأَته فَقَالَ لَهَا أَيْن صَاحبك فَقَالَت ذهب يتصيد وَكَانَ إِسْمَاعِيل يخرج من الْحرم إِلَى الْحل فيصيد مَا يتعيش بِهِ فَقَالَ لَهَا هَل عنْدك ضِيَافَة من طَعَام أَو شراب قَالَت لَيْسَ عِنْدِي شَيْء فَقَالَ لَهَا إِذا جَاءَ زَوجك فَأَقْرئِيهِ مني السَّلَام وَقَوْلِي لَهُ غير عتبَة بَيْتك وَذهب إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَلَمَّا جَاءَ إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَت لَهُ جَاءَنِي رجل شيخ صفة كَذَا وَكَذَا أَقْرَأَك السَّلَام وَقَالَ غير عتبَة بَيْتك فَقَالَ لَهَا الحقي بأهلك وَتزَوج غَيرهَا فَمَكثَ إِبْرَاهِيم مُدَّة ثمَّ اسْتَأْذن فِي الزِّيَارَة فجَاء إِلَى مَكَّة وَقدم على منزل إِسْمَاعِيل فَوَجَدَهُ غَائِبا فِي الصَّيْد كَذَلِك فَقَالَ لامْرَأَته أَيْن ذهب صَاحبك قَالَت ذهب يتصيد ورحبت بِهِ وَقَالَت لَهُ اجْلِسْ يَرْحَمك الله وجاءته بِلَحْم وَلبن وَمَاء فَأكل وَشرب وَقَالَت لَهُ يَا عَم هَلُمَّ حَتَّى أغسل رَأسك وأزيل شعثك وَجَاءَت بِحجر قيل هُوَ حجر الْمقَام الَّذِي بنى عَلَيْهِ الْكَعْبَة بعد فَجَلَسَ عَلَيْهِ فغاصت رِجْلَاهُ فِي الْحجر فغسلت شقَّه الْأَيْمن ثمَّ الْأَيْسَر ثمَّ أفاضت المَاء على رَأسه وبدنه إِلَى أَن فرغت فَتوجه من