وَإِن أَبيت فاعتزلنا حَتَّى نَخْتَار لأنفسنا إِمَامًا فَإنَّا مِنْك بُرَآء فَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه سِيرُوا إِلَى الْقَوْم فَإِنَّكُم تجدونهم قد عسكروا بالرملة فوَاللَّه لَا يفلت مِنْهُم عشرَة وَلَا يقتل مِنْكُم عشرَة فَأَشْرَف عَلَيْهِم وَقد عسكروا بالرملة على حسب مَا قَالَه لأَصْحَابه رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ثمَّ أَتَى عَلَيْهِم فَلم يفلت مِنْهُم إِلَّا سَبْعَة وَلم يقتل من أَصْحَاب على إِلَّا تِسْعَة فَقَالَ الله أكبر لقد صدق رَسُول الله
فقد أَخْبرنِي بذلك ثمَّ أَمر ينظر المخدج من بَين الْقَتْلَى وَهُوَ ذُو الثدية لحم مُجْتَمع على مَنْكِبه كثدي الْمَرْأَة عَلَيْهِ شَعرَات سود إِذا مدت اللحمة امتدت حَتَّى تحاذي بطن يَده ثمَّ تتْرك فتعود إِلَى مَنْكِبه فَلَمَّا وجدوه بَين الْقَتْلَى ثني عَليّ رَضِي الله عَنهُ رجله وَنزل فَخر سَاجِدا وَمر بهم وهم صرعى فَقَالَ لقد صرعكم من غركم قَالُوا وَمن غرهم قَالَ الشَّيْطَان
لما كَانَ رَمَضَان من السّنة الْمَذْكُورَة وصل من قبل عَليّ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي أَرْبَعمِائَة أَمِيرهمْ شُرَيْح بن هَانِئ وَوصل من قبل مُعَاوِيَة عَمْرو بن الْعَاصِ فِي أَرْبَعمِائَة كَذَلِك أَمِيرهمْ شُرَحْبِيل بن السمط فَلَمَّا تدانى الْقَوْم من الْموضع الَّذِي كَانَ الِاجْتِمَاع فِيهِ قَالَ ابْن عَبَّاس لأبي مُوسَى إِن عليا لم يرض بك حكما لفضل عنْدك والمقدمون عَلَيْك كَثِيرُونَ وَإِنَّمَا النَّاس أَبَوا غَيْرك وَإِنِّي أَظن لشر يُرَاد بهم وَقد ضم داهية الْعَرَب مَعَك فمهما نسيت فَلَا تنس أَن عليا بَايعه الَّذين بَايعُوا أَبَا بكر وَعمر وَعُثْمَان وَلَيْسَت فِيهِ خصْلَة تباعده عَن الْخلَافَة وَلَيْسَ فِي مُعَاوِيَة خصْلَة تقربه من الْخلَافَة وَكَانَ مُعَاوِيَة قد وصّى عمرا فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله إِن أهل الْعرَاق قد أكْرهُوا عليا على أبي مُوسَى وَإِن أهل الشَّام راضون بك وَقد ضم إِلَيْك رجل طَوِيل اللِّسَان قصير الرَّأْي فأجد الحز وطبق الْمفصل وَلَا تلقه بِرَأْيِك كُله فَلَمَّا اجْتمعَا قَالَ عَمْرو لأبي مُوسَى تكلم وَلَا تقل إِلَّا خيرا فَقَالَ أَبُو مُوسَى بل تكلم أَنْت فَقَالَ عَمْرو مَا كنت لأَفْعَل وَلَا أقدم نَفسِي عَلَيْك وَلَك حُقُوق