(فانْظُرِ اليَوْمَ مَا يَقُولُ عليٌّ ... واتَّبِعْهُ فَذَاكَ خَيْرُ البَرِيهْ)
عَن صعصعة بن صوحان قَالَ خرج يَوْم صفّين رجل من أَصْحَاب مُعَاوِيَة يُقَال لَهُ كريز بن الصَّباح الْحِمْيَرِي فَوقف بَين الصفين وَقَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ رجل من أَصْحَاب عَليّ فَقتله فَوقف عَلَيْهِ فَقَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ آخر من أَصْحَاب عَليّ فَقتله وألقاه على الأول فَقَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ الثَّالِث فَقتله وألقاه على الْأَوَّلين وَقَالَ من يبارز فأحجم النَّاس عَنهُ وَأحب من كَانَ فِي الصَّفّ الأول أَن يكون فِي الآخر فَخرج إِلَيْهِ عَليّ على بغلة رَسُول الله
الْبَيْضَاء فشق الصُّفُوف فَلَمَّا انْفَصل مِنْهَا نزل عَنِ البغلة وسعى إِلَيْهِ فَقتله وَقَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ رجل آخر فَقتله وألقاه على الأول ثمَّ قَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ رجل فَقتله وألقاه على الْأَوَّلين ثمَّ قَالَ من يبارز فَخرج إِلَيْهِ آخر فَقتله وألقاه على الثَّلَاثَة ثمَّ قَالَ يَا أَيهَا النَّاس إِن الله عز وَجل يَقُول {الشهرُ الحرامُ بِالشهرِ الْحَرَام والحُرماتُ قِصاص} الْبَقَرَة 194 وَلَو لم تبتدئوا هَذَا مَا ابتدأناه ثمَّ رَجَعَ إِلَى مَكَانَهُ عَن ابْن عَبَّاس وَقد سَأَلَهُ رجل أَكَانَ عَليّ يُبَاشر الْقِتَال يَوْم صفّين فَقَالَ ابْن عَبَّاس وَالله مَا رَأَيْت رجلا أطرح لنَفسِهِ فِي متْلف من عَليّ وَلَقَد كنت أرَاهُ يخرج حاسر الرَّأْس بِيَدِهِ السَّيْف إِلَى الرجل الدارع فيقتله أخرجهَا الواحدي ذكر أَبُو مخنف لوط بن يحيي عَن ابْن الْأَغَر التَّمِيمِي قَالَ بَينا أَنا وَاقِف بصفين إِذْ مر الْعَبَّاس بن ربيعَة بن الْحَارِث بن الْمطلب مكمل فِي سلاحه وَعَيناهُ تبرقان من تَحت المغفر كَأَنَّهُمَا شعلتا نَار أَو عينا أَرقم وَبِيَدِهِ صفيحة يَمَانِية يقلبها والمنايا تلوح فِي شفرتيها وَهُوَ على فرس صَعب فَبَيْنَمَا هُوَ يَبْعَثهُ ويلين من عريكته إِذْ هتف بِهِ هَاتِف من صف مُعَاوِيَة يُقَال لَهُ عزاز بن أَرقم لزهل الشَّامي يَا عَبَّاس هَلُمَّ إِلَى النُّزُول قَالَ فَنزل الْعَبَّاس إِلَى الشَّامي وَهُوَ يَقُول // (من الْبَسِيط) //
(الله يَعْلَمُ أنَّا لاَ نُحِبُّكُمُ ... وَلا نَلُومُكُم إِذْ لَمْ تُحِبُّونَا)
ثمَّ زحف كل مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه وكف الْفَرِيقَانِ عَنْهُمَا ينظرُونَ مَا يكون من الرجلَيْن فتكافحا بسيفهما نهارهما لَا يصل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَى صَاحبه لكَمَال لأمته