وأنشد أبو علي لعنترة:

جادت عليها كل عين ثرة ... فتركن كل حديقة كالدرهم

ع وقبله:

وكأن فارة تاجر بقسيمة ... سبقت عوارضها إليك من الفم

أو روضة أنفا تضمن نبتها ... غيث قليل الدمن ليس بمعلم

جادت عليها.

الفارة: فارة المسك، سميت فارة من فار يفور. وقال أبو عمرو الشيباني القسيمة: الجونة التي فيها الطيب، وقال غيره القسيمة سوق المسك. والعوارض: ما بين الثنية إلى الضرس، ويقول سبقت النكهة إليك عوارضها. وقوله قليل الدمن: أي لم ينزله أحد فيدمنه، هو بعيد من الناس. وليس بمعلم: أي ليس بمشهور الموضع، ويروى: فتركن كل قرارة كالدرهم، قال يعقوب: امتلأت الحديقة من الماء فاستدار في أعلاها كاستدارة الدرهم، وقال غيره: إنما شبهها بالدرهم لحسن نباتها، وألوان زهرتها ونوارها، فشبه ذلك بنقش الدرهم وحسنه.

وأنشد أبو علي للأعشى:

تروح على آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق

قال: وكان أبو محرز خلف يرويه كجابية السيح العراقي ويقول الشيخ تصحيف.

ع قد تقدم القول في هذا البيت ووصلناه، وذكرنا المذهبين في كلتي الروايتين، وليس هو كما أنشده أبو علي، وإنما هو:

نفي الذم عن آل المحلق جفنة ... كجابية الشيخ العراقي تفهق

يروح فتى صدق عليهم ويغتدى ... بملء جفان من سديف يدفق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015