ابن أبي بكر. وقوله: لشعر ابن أبي ربيعة لوطة بالقلب: أي لصوق وكل شيء ألصقته بشيء فقد لطته به، ومنه حديث أبي بكر أنه قال لعمر رضي الله عنهما: والله إنك لأحب الناس إلى، ثم قال: أللهم! أعز، والولد ألوط بالقلب. فأما الحارث فهو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم شاعر إسلامي، وهو أحد شعراء قريش المعدودين، وكان ذا قدر فيهم، وكان العرب تفضل قريشا في كل شيء إلا في الشعر، حتى كان فيهم عمر والحارث والعرجي وأبو دهبل وعبد الله بن قيس الرقيات، فأقرت العرب أيضا لها بالشعر. ويروي أنه قيل لابن المسيب: لم كانت قريش أضعف العرب شعرا؟ وهي أفصح العرب لسانا. فقال: لأن مكان رسول الله منها قطع متن الشعر عنها. وعكرمة بن خالد أخو الحارث من جلة التابعين يروى عن جماعة من الصحابة. ولهما أخ ثالث يقال له عبد الرحمن شاعر مجيد.
وأنشد أبو علي:
متئد المشي بطيئاً نقره ... كأن نجر الناجرات نجره
ع هذا وهم وكلام لا معنى له، وإنما هو: أكرم نجر الناجرات نجره كذا أنشده يعقوب الذي رواه أبو علي عنه وغيره وهو الصحيح. والنقر المذكور في البيت قبله هو: إلصاق طرف اللسان بالحنك والتصويت.
وأنشد أبو علي لزهير:
له في الذاهبين أروم صدق ... وكان لكل ذي حسب أروم
ع بعده:
وعود قومه هرم عليه ... ومن عاداته الخلق الكريم