بل أما كان من حقهم أن يحتفظوا بهم أسرى حرب ويتخذوا منهم وسيلة ضغط على قريش في أثناء التفاوض على الصلح؟
أجل ... كل ذلك كان من حقهم ولو كانوا قد فعلوا لما وجد نقاد السيرة والتاريخ الإسلامي أية ذَرَّة من الاتهام يدينون بها المسلمين الأولين على ما فعلوا.
ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، لأن الإجرام والعدوان ليسا من أخلاق الإسلام، بل ما جاء الإسلام إلا ليمحو الباطل في أي صورة من صوره، ومنها الإجرام والغدر والعدوان والظلم.
ونكتفي بهذا القدر من النماذج الحية على سماحة الدعوة إلى الإسلام في النشاط النبوي من السُنَّة العملية، لأن قصدنا الإيجاز لا الإطالة، وفي ما سقناه من نماذج وثيقة الصلة بالإسلام تكذيب - وأي تكذيب - للدعاوى الجوفاء التي يثيرها خصوم الإسلام - الآن - من الغرب، ومن عملائهم من الشرق حُمْراً كانوا أو سوداً.
* * *