وأصحابه في "تاريخ بغداد" حتى إن بعض الأفاضل صنّف في الردّ عليه كتاباً سمّاه "السّهم المصيب في كبد الخطيب" (?).
وقال الشافعي: اللّيث بن سعد (?)، أفقه من مالك (?) إلا أن أصحابه لم يقوموا به. ذكره تقي الدين.
وقال ياقوت في "معجم البلدان" (?): اتفق أنني أجتزت بالرَّيِّ في سنة 617 فرأيت حيطان خرابها قائمة ومنابرها باقية فسألت رجلاً من عقلائها عن السبب فقال: أما السبب فضعيف ولكن الله إذا أراد أمراً بلغه. كان أهل البلد ثلاث طوائف: شافعية وهم الأقل وحنفية وهم الأكثر وشيعة وهم السواد الأعظم فوقعت العصبية بين السُّنَّة والشيعة فتضافر (?) عليهم الحنفية والشافعية وتطاولت بينهم الحروب حتى لم يتركوا من الشيعة من يُعرف وكان نصف أهلها شيعة فلما أفنوهم وقعت العصبية بين الحنفية والشافعية ووقعت بينهم حروب، كان الظفر في جميعها للشافعية مع قلة عددهم وكان أهل الرُّستاق وهم حنفية يجيئون إلى البلد بالسلاح فلم يغنهم ذلك شيئاً حتى أفنوهم فهذه المحال الخراب التي ترى هي محال الشيعة والحنفية وبقيت محلة الشافعية وهي أصغر محال الرَّي. ولم يبق من الشيعة والحنفية إلا من يخفي مذهبه. انتهى.
واعلم أن الأمة المحمدية في جميع بلاد الإسلام في أثناء القرن الثاني [كان] لا يخرج أحد منها إذا كان غير مجتهد عن أن يكون مقلدأ لأحد من المجتهدين في الفقه، والأئمة كلهم على هدي من الله تعالى خلافاً لمن حمله التعصب والجهل على القدح في بعضهم. وقد أفضى ببعض مقلديهم الهوى والحمية الجاهلية إلى ترجيح مذهب إمامه وإطلاق لسانه في غيره بغير أدب ولا خوف من الله فانتصر [على] بعض من خالفه وردَّ عليه وأطلق لسانه فيه وتعدّى إلى إمامه وزعم أن ذلك من باب المقابلة ولو عرض كلام كل منهما على إمامه الذي قلّده لَزَجَرَه وهجره وتبرأ منه وأيّ اختلاف وتفرق أشد من هذا! وقد قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (?).