بدأت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مرحلة جديدة من المعجزات، وختمت به. لأنه لا نبي بعده. أعنى هنا جانب المعجزات العقلية.
فمعلوم أن المجزات الماديَّة "كأعواد الكبريت" تشتعل مرة واحدة فقط.
فلا ينتفع بها إلا من شاهدها.
وكثير هؤلاء الذين شاهدوا المعجزات المادية ولم يؤمنوا بها.
{وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا} (59 سورة الإسراء) أما معجزة القرآن فمعجزة عقلية. تخاطب العقل كلما وجد.
دامت لدينا ففاقت كل معجزة. . . من النبيين إذ جاءت ولم تدم
وعندما طلب المشركون من النبي - صلى الله عليه وسلم -
معجزة تدل على نبوته، قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (51 سورة العنكوت) وجانب الإعجاز في القرآن أفردت له جزءاً كبيراً في كتابى "سورة الواقعة ومنهجها في العقائد" وجزءا من كتابى "حتى لا تخطئ فهم القرآن الجزء الثالث"
وحسبك هذا الإيجاز هنا.
- القرآن إذا تكلّم عن الماضي، صدّقه التاريخ.
- وإذا تحدّث عن الحاضر - يوم نزول الوحي - صدّقته نتائج الأحداث.
- وإذا تحدّث عن المستقبل، صدّقته الليالي والأيام.
- وإذا تحدّث عن الكون، صدّقه العلم الحديث.
- وإذا تحدّث عما وراء الكون صدقته الكتب السماوية السابقة
"النبأ العظيم للدكتور/ محمد عبد الله دراز"