حوله، وفي ساحته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا} (سورة المائدة 2)

وهؤلاء التجار الرحل الذين لم يقصدوا البيت الحرام إلا للتجارة غالباً ما ينتهي أمرهم بانتهاء بضائعهم، ومع ذلك طلب الله منا الحفاظ عليهم.

أما تاجر الحيّ، فزكاته، وخيراته، وجلبه للبضائع، وتصديره للفائض من إنتاج البلد، كل هذا يعود على المجتمع. وقد يُقرض المحتاج قرضاً حسناً، ويهنئ ويعزي من ماله. كما أن خبرته بالتجارة تجعله لا يغش في البضائع - حتى ولو كان غير ذي دين، لأنه يعلم أن الغش في صفقة واحدة - مهما ربح فيها - فقد خسر سمعته. وصرف الناس من حوله.

كل هذا يجعل الجماعة تحافظ على الملكية الفردية. وتتطهر جواّنيَّتها من الحقد عليه. فمن تربى على الإسلام، يؤمن بأن الله هو الرزاق، {وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ} (سورة النحل 70)

{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ} (سورة الزخرف 32)

فإذا رأت الجماعة واحداً منها ذا همة كبيرة يعمل في الليل والنهار، (تعلم أن سُنّة الله في الكون تأييد القادرين المستعدين للصعود، وتخذل العاجزين نفسياً، الحاسدين الذين لا يصعدون، ولا يُحبّون لغيرهم الصعود". (الفلسفة القرآنية للعقاد)

هذا هو دور الجماعة في الملكية الفردية. الحماية لماله، مبُاركة جهده، مشاركة بأموالهم لاستثمار المبالغ القليلة، التي لا تكفي لعمل مشاريع مستقلة.

على أن يكون عقد المشاركة بعيداً عن فنون الربا، وحِيَل المرابين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015