الشبهة الثانية: يقول البعض: إن الخطيب البغدادي ألف كتاباً كبيراً ذكر فيه أقوالاً كثيرة لبعض الذين قدحوا في الإمام أبي حنيفة بأسانيد إلى قائليها، ومن المعلوم لكل طالب علم في الحديث مبتدئ أن ذكر السند ليس دليلا ًعلى صحة السند، فكم هناك من الأسانيد الموضوعة والمكذوبة الملفقة التي افتري بها على الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه، أما إذا كان السند صحيحاً صادراً من أقران الإمام أبي حنيفة فمن المعلوم عند علماء الجرح والتعديل أن كلام الأقران لا يستشهد به في بعضهم البعض، وهذا ما صرح به الحافظان الكبيران الذهبي وابن حجر وغيرهما.