ومن أقوال الإمام الجميلة التي صارت أصلاً كبيراً من أصول أهل السنة والجماعة، ما قاله يوم جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله! قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] فكيف استوى؟ فغضب الإمام وعلاه العرق، ونظر إليه وقال: (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا صاحب بدعة، أخرجوه) وصارت قولة الإمام من أصول أهل السنة في مبحث خطير من مباحث العقيدة، ألا وهو مبحث الأسماء والصفات، وهذا الباب الخطير الجليل كم ضلت فيه من أفهام، وكم زلت فيه من أقلام.
ولكن نقول ما قاله الإمام مالك: (نحن نؤمن بأسماء الكمال وصفات الجلال كما وردت في القرآن والسنة، ونمرها صريحة من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل) .