أساس الاستخلاف الرباني

والاستخلاف الرباني مربوط بالإيمان والعمل الصالح، وليس مربوطاً بتقوى عامة، وإنما هو مربوط بتقوى الجملة، أن تعود الأمة من حيث الجمة إلى دينها، فهذا هو الأصل والسبب الأول في نصرتها وعزتها.

وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر بظهور المهدي، فالضعفاء من الناس ركنوا إلى ظهور المهدي وتركوا العمل ينتظرون أن يخرج المهدي، والمهدي لن يكون أقوى شكيمة ولا أشد علماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بنى الرسول الأمة في ثلاثة وعشرين عاماً، فلا يعقل أن يبنيها المهدي في ليلة.

فالسعي والعمل والحث في سبيل نصرة الأمة أمر دل عليه القرآن ودل عليه السنة، وبين أيدينا آية فيها وعد رباني بالاستخلاف، ولا يدعونا ذلك إلى أن نركن إلى الخمول، بل الوعد يجب أن يحث على العمل، كالحال في الآخرة، فقد وعدنا الله بالجنة، ويحثنا على العمل من أجل أن نصل إلى الجنة.

نسأل الله أن يقر أعيينا وأعينكم بالاثنتين: تحقيق وعد الاستخلاف في الأرض ووعد دخول الجنة، والله تعالى أعز وأعلى وأعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015