مثال على عدم نفوذ مشيئة الله في بعض الأحيان بإرادته سبحانه

ثم قال الله بعدها: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الإسراء:86]، وهو القرآن.

{ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا} [الإسراء:86]، وهذا من مشيئة الله التي لم تقع، ولم يأذن الله بها، لكن القضية بيان أن الله جل وعلا هو صاحب الفضل المحض على رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن القرآن سيرفع في آخر الزمان.

قال تعالى: {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا * إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ} [الإسراء:86 - 87]، ويجب أن نقول: إن الاستثناء هنا منقطع، فيصبح المعنى: لكن رحمة الله جل وعلا عليك واسعة، فلا يمكن أن يقع مثل هذا الأمر.

ثم قال: {إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} [الإسراء:87] وهذا تعميم، وفضل الله جل وعلا على نبيه واسع جداً دلت عليه آيات عدة أعظمها وأقربها: قول الله قبلها بآيات: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء:79]، وكذلك إنزال الكتاب عليه، وكونه خاتم الأنبياء والمرسلين، وكذلك صاحب رحلة الإسراء والمعراج التي تكلم الله عنها في أول السورة، فكل ذلك مندرج تحت قول الله جل وعلا: {إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا} [الإسراء:87].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015