ثم كرر الله الأمر فقال: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:38 - 39].
وهذه لها نظائر كثيرة في القرآن، مجملها يدل على أن الله جل وعلا أنزل آدم، فلما اجتالت الناس الشياطين بعد عشرة قرون من نزوله أرسل الله الرسل بدءً بنوح وختاماً بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل مع هؤلاء الرسل الهدى والنور والبيان، ثم أخبر عباده من قبل ولاحقاً أنه من آمن منهم واتبع ذلك الهدى الذي أنزله فلا خوف يعتريه عند الموت، ولا حزن ينتابه بعده، وأما من غلبت عليه شقوته وكذب ما أنزله الله واتبع هواه وأفرط على نفسه فأولئك أصحاب النار، هي مستقرهم وهم فيها خالدون، أما أهل الجنة فلهم فيها: {أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة:25] والله جل وعلا حكم عدل، ورب ذو فضل، وهذه أمور أخبر الله جل وعلا بها لتقوم بها الحجة على عباده.