ثمت مسائل أيها المبارك لا ترقى إلى هذا وهو الاختلاف في الفروع الفقهية، فإن الاختلاف في الفروع الفقهية عادة يصعب الترجيح فيه؛ لأن السلف أنفسهم اختلفوا فيه، بخلاف الأول وهو المسائل العقيدة فإنه يوجد منهج للسلف قد أجمعوا عليه، فلا يحق لنا وقد جئنا بعدهم ونحن نقتات على بقايا موائدهم في العلم أن ننبذ قولهم، لكن في أفرع الفقه هم أنفسهم قد اختلفوا، فلا نطبق القاعدة الأولى، وإنما نقول: يقبل هذا ويقبل هذا، وهذا هو المعني بقوله: وواجب عند اختلاف الفهم إحساننا الظن بأهل العلم أرجو أن تكون هذه المسألة قد حررت تحريراً جيداً.
يقول ربنا وهو أصدق القائلين: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ} [البقرة:210] فعلينا إمرارها كما جاءت، فتفسيرها إمرارها.
((فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ)) ظلل نكرت للمهابة والتهويل.
{وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} [البقرة:210] أي: انتهى الأمر.
{وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ} [البقرة:210] فالله قد ملك الناس شيئاً من أمورهم، ثم في الآخرة ينتهي الملك الصوري كما حررناه كثيراً ويبقى الملك الحقيقي.