قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالًا طَيِّبًا} [البقرة:168]، سمي الحلال حلالاً من حِلال عقدة الحاضر عنه يعني: عقدة المنع، وكلمة (حلالاً) بيان للحكم الشرعي، وكلمة (طيباً) إظهار لعلة الحكم الشرعي.
{وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:168]، عدو مبين بمعنى: عدو ظاهر، فمبين اسم فاعل لكنها من أبان اللازمة غير المتعدية.
والفعل أبان يأتي لازماً لا يحتاج إلى مفعول، ويكون بمعنى ظهر، وتأتي أبان بمعنى أظهر فتقول أبنته لك تعدى إلى مفعولين، أما أن تظهر أنت فتقول: بان فلان على الشاشة أي: ظهر، وهنا الفعل اللازم وليس من المتعدي؛ لأن الشيطان لن يظهر عداوته لنا، وإنما يتلبس ويوسوس، لكن كيف عرفنا أنه عدو؟ لأن الله جلا وعلا فضحه وأظهر عداوته، فالشيطان عدو لكنه لا يظهر لنا عداوته، وإنما يأتينا متلبساً عن طريق الوسوسة مقرباً لنا مقاسما {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف:21]، {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه:120] إلى غير ذلك.
لكن الله جلا وعلا فضحه وكشف عداوته لنا {وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [البقرة:208].