عن أبي سعيد بكر بن منير قال: بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى الإمام البخاري رحمه الله تعالى أن: احمل إلي كتاب الجامع الصحيح والتاريخ وغيرهما لأسمع منك.
فقال الإمام البخاري لرسوله: أنا لا أذل العلم، ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي أو في داري، وإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان فامنعني من الجلوس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة؛ لأني لا أكتم العلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار) قال: فكان هذا سبب الوحشة بينهما.
وقال أبو بكر بن أبي عمرو: كان سبب مفارقة أبي عبد الله البخاري البلد أن خالد بن أحمد خليفة ابن طاهر سأله أن يحضر منزله فيقرأ التاريخ والجامع على أولاده فامتنع من ذلك، وقال لا يسعني أن أخص بالسماع قوماً دون قوم آخرين، فاستعان خالد بـ حريب بن أبي الورقاء وغيره من أهل بخارى حتى تكلموا في مذهبه، فنفاه عن البلد، فدعا الإمام البخاري رحمه الله تعالى عليهم.