شرف نفس سلمان بن غالب السياني

قال ابن حزم رحمه الله تعالى: ومن أعظم ما يحكى من المكارم التي لم نسمع لها أختاً أن أبا غالب سلمان بن غالب السياني المتوفى سنة 436هـ ألف كتاباً في اللغة، وهو كتاب (تلقيح العين)، فوجه إليه أبو الجيش مجاهد العامري صاحب الجزائري ألف دينار أندلسياً ومركوباً وأكسية في مقابل أن يزيد في ترجمة الكتاب أنه مما ألفه أبو غالب لـ أبي الجيش مجاهد، فيريد أن ينال شرف كونه الذي طلب من هذا العالم أن يؤلف الكتاب، فيثبت اسمه على غلاف الكتاب، فرد الدنانير وغيرها وقال: كتاب ألفته لينتفع به الناس، وأخلد فيه همتي، أجعل في صدره اسم غيري وأصرف الفخر له؟! والله لو بذل لي الدنيا على ذلك ما فعلت، ولا استجزت الكذب؛ لأنني لم أجمعه له خاصة بل لكل طالب.

يقول ابن حزم: فاعجب لهمة هذا الرئيس وعلوها، واعجب لنفس هذا العالم ونزاهتها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015