إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد: فقد تحدثنا قبل حول عن الأمة عند سقوط الهمة، وناقشنا أسباب انحطاط الهمم، وحديثنا الآن -بإذن الله تعالى- على أسباب الارتقاء بالهمة، فما هي أسباب الارتقاء بالهمة؟ كل هدف له وسائل توصل إليه وعوامل مساعدة تعين عليه، كما قال الشاعر: إذا ما أعجبتك خصال امرئ فكنه يكن منه ما يعجبك فليس على المجد والمكرمات إذا جئتها حاجب يحجبك يعني: أن أبواب المكارم مفتوحة، وكل من أراد أن يتسلق إلى هذه القمم فإنه يستطيع، لكن عليه أن يسلك الطرق الصحيحة لتلك القمم.