من هذه الأسباب أيضاً: المناهج التربوية والتعليمية الهدامة، فالمناهج التعليمية الهدامة هي التي تحطم اعتزاز الشباب بإسلامهم وإيمانهم، مع أنه لا خلاص لهذه الأمة إلا بالإسلام، فهذه مناهج تسفل الهمم، وتخرق المواهب، وتضعف الطاقات، وتخرب العقول، وتنشئ الخنوع، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
وأنا لا أقصد المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وحدها، وإنما أقصد ما هو أوسع من ذلك، وبالذات مناهج الصوفية في التربية والتعليم؛ فإنها أيضاً تشارك في المناهج التعليمية وفي تدمير الهمم وتثبيطها.
فيوجد احتقار الذات في المناهج التعليمية بالصورة التي يضخمون بها صورة الغرب وصورة أمريكا، وأنهم وصلوا إلى أشياء راقية، وأن هؤلاء الناس بلغوا القمة، وأنهم دول النموذج والقدوة، ويسترون عورات الغرب، مع أن العالم الغربي يعج بالعورات القبيحة التي إذا كشفت تأفف الناس من هؤلاء الكفار؛ فعندهم من من كل أنواع العورات ما يليق بأمثالهم من الكفرة بالله سبحانه وتعالى.
فهناك عملية تجميل متعمدة، خاصة من خلال الأفلام والمسلسلات الأمريكية، كما حكى لي أخ فقال: إنهم دائماً يتعمدون في الأفلام أن الممثل يفتح الثلاجة وفيها ما لذ وطاب من الطعام والشراب وكذا وكذا، ويظهرون البيوت مزينة بصورة معينة، وهذا نوع من الدعاية غير المباشرة بأن هؤلاء ناس يعيشون في جنة، وفيه تزيين للدنيا؛ حتى نقتدي بهم، ونجري وراءهم.
والإنسان يلاحظ أيضاً -وللأسف الشديد- أن كثيراً من أساتذة الجامعات يزرعون فينا -بقصد أو بدون قصد- موضوع احتقار الذات، والدونية، سواء في استعمال اللغة أو غير ذلك؛ فيرون أنه لابد أن تستعمل اللغة الأجنبية، وأنها لغة العصر! وفي تعظيم هذه الصورة احتقار للذات، واعتراف منا بالدونية أمام هؤلاء الكفار.
الموضوع طويل، لكن في هذا إشارة إلى أن المناهج التربوية والتعليمية زرعت فينا أننا دون هؤلاء الكفار، وأن دول الكفار دول أقوى من دولنا، وأنهم أعظم وأعلم منا، وأنهم في كل شيء هم أفضل منا، وأننا ينبغي أن نفزع إلى مناهجهم، ولا نرضى بها بديلاً؛ حتى الإسلام لا نقبله بديلاً عن هذه الجنة الموعودة في جحيم أمريكا والغرب!!