من علو همة السلطان المنصور أبي يوسف يعقوب بن السلطان يوسف بن السلطان عبد المؤمن بن علي المغربي المراكشي الظاهري أنه كتب إليه الأذفونش يهدده، -والأذفونش هو القائد من الكفار في الأندلس- فكتب إليه الأذفونش يهدده ويعنفه، ويطلب منه بعض البلاد، ويقول: ما لك تتباطأ، أنا أتخذ حداً للقتال وأنت تتباطأ، تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فما أدري الجبن بطأ بك أو التكذيب بما وعد نبيك؟! يعني: لو كنت تعتقد أن هناك جنة ثواباً، وأنك إذا قتلت ستدخل الجنة فما الذي يمنعك من أن تأتي حتى تقاتلني؟! فلما قرأ الكتاب تنمر وغضب ومزقه، وكتب على رقعة منه بعدما مزقه: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [النمل:37] الجواب ما ترى لا ما تسمع: ولا كُتْب إلا المشرفية عندنا ولا رسُل إلا الخميس العرمرم.
أي: الجيش.
ثم استنفر سائر الناس، وحشد وجمع، حتى احتوى ديوان جيشه على مائة ألف، ومن المطوعة مثلهم، وذهب إلى الأندلس، فتمت الملحمة الكبرى، ونزل النصر والظفر، فقيل: غنموا ستين ألف درع.
وقال ابن الأثير: قُتِل من العدو مائة ألف وستة ألفاً، ومن المسلمين عشرون ألفاً.