علو همة السلف في الجهاد في سبيل الله

حديثنا -بإذن الله تعالى- سيكون عن أمرين هما من ميادين علو الهمة: الأول: علو همة السلف ومن اتبعهم من الخلف في الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى.

الثاني: علو الهمة في البحث عن الحق.

ثم بعد ذلك يأتي الكلام عن حال الأمة عند سقوط الهمة، ثم الكلام على أسباب الارتقاء بالهمة وأسباب انحطاط الهمة.

أما ما يتعلق بعلو الهمة في الجهاد سبيل الله تبارك وتعالى فنحن نعلم أن الرعيل الأول من صفوة المسلمين قد علموا حينما رباهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن في الجهاد فضلاً لا يضاهى، وخيراً لا يتناهى، فأيقنوا أن الجنة تحت ظلال السيوف، وأن الري العظيم في شرب كئوس الحتوف، فشمروا للجهاد عن ساق الاجتهاد، ونفروا إلى ذوي الكفر والعناد من شتى أصناف العباد، وجهزوا الجيوش والسرايا، وبذلوا في سبيل الله العطايا، وأقرضوا الأموال لمن يضاعفها ويزكيها، ودفعوا سلع النفوس من غير مماطلة لمشتريها، وضربوا الكافرين فوق الأعناق، واستعذبوا من المنية مر المذاق، وباعوا الحياة الفانية بالعيش الباق، ونشروا أعلام الإسلام في الآفاق.

فمن ثم كان في الإشارة إلى بعض مناقبهم وخبر بلائهم ما عساه يوقظ الهمم الرقد، وينهض العزم المقعد، ومن لم تروه الإشارة فكتب التراجم -خاصة تراجم الصحابة رضي الله تعالى عنهم والفاتحين- مبسوطة فيها أخبار هؤلاء العظماء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015