دور البيئة في إخراج كثير من أصحاب علو الهمة

كانت العادة عند السلف أن العلماء يفتشون، فإذا وجدوا من أمثال هؤلاء يولونهم اهتماماً خاصاً، وقد فعل هذا الشيخ عبد الله القرعاوي رحمه الله تعالى مع تلميذه النابغة العبقري الشيخ حافظ أحمد حكمي رحمه الله تعالى، الشيخ المشهور صاحب كتاب (معارج القبول) وغيره من الكتب النافعة التي ألفها مع صغر سنه، فإنه مات وعمره قرابة خمس وثلاثين سنة، لكنه ترك من الآثار العلمية ما يبهر ويدهش من يطالعها، وقد كان والد الشيخ حكمي رحمه الله مصراً على أن يعينه ابنه في رعي الأغنام ونحو ذلك، وكان قد اكتشفت موهبته مبكراً، فأطاع أباه، ورفض أن يذهب إلى الشيخ ليطيع ويبر أباه، فمما سمعته يوم كنت في منطقة عسير أن الشيخ نفسه كان هو الذي يذهب إليه ويتتبعه حيث ما حل بغنمه ليلقنه العلم وهو يرعى الغنم، وذلك من شدة عظم الأمل الذي توقعه من هذا الطفل النابغة، ولما توفي والده رحمه الله تعالى تجرد لطلب العلم وتفرغ للشيخ، فكان منه هذا الإمام الفذ النابغ، مع حداثة سنه رحمه الله تعالى، ومع أنه توفي في ريعان شبابه رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015