لما جاء موسى فرعون وهامان وقارون بالمعجزات الظاهرة مِن عندنا , لم يكتفوا بمعارضتها وإنكارها , بل قالوا: اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه , واستبقوا نساءهم للخدمة والاسترقاق. وما تدبير أهل الكفر إلا في ذَهاب وهلاك.

وقال تعالى: في سورة يونس

{فَقَالُواْ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}

الآية 85

فقال قوم موسى له: على الله وحده لا شريك له اعتمدنا , وإليه فوَّضنا أمرنا , ربنا لا تنصرهم علينا فيكون ذلك فتنة لنا عن الدين، أو يُفتن الكفارُ بنصرهم، فيقولوا: لو كانوا على حق لما غُلبوا.

(26) فِتْنَةً = مثلا

قال تعالى:

{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ}

الزخرف 56

(فجعلناهم سلفا) جمع سالف كخادم وخدم أي سابقين عبرة (ومثلا للآخرين) بعدهم يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل أفعالهم.

تفسير الجلالين

وقال تعالى: في سورة النحل

{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ

إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}

الآية 110

ثم إن ربك للمستضعفين في "مكة" الذين عذَّبهم المشركون , حتى وافقوهم على ما هم عليه ظاهرًا , ففتنوهم بالتلفظ بما يرضيهم , وقلوبهم مطمئنة بالإيمان , ولمَّا أمكنهم الخلاص هاجروا إلى "المدينة" , ثم جاهدوا في سبيل الله , وصبروا على مشاق التكاليف , إن ربك - من بعد توبتهم - لَغفور لهم , رحيم بهم.

(27) فُتِنُواْ = أظهروا الكفر

قال تعالى:

{مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}

النحل الآية 106

طور بواسطة نورين ميديا © 2015