لو خرج المنافقون معكم - أيها المؤمنون - للجهاد لنشروا الاضطراب في الصفوف والشّر والفساد , ولأسرعوا السير بينكم بالنميمة والبغضاء , يبغون فتنتكم بتثبيطكم عن الجهاد في سبيل الله , وفيكم - أيها المؤمنون - عيون لهم يسمعون أخباركم , وينقلونها إليهم. والله عليم بهؤلاء المنافقين الظالمين , وسيجازيهم على ذلك.
(20) الْفِتْنَةَ = بث العداوة بينكم
وقال تعالى:
{لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}
الآية 48
لقد ابتغى المنافقون فتنة المؤمنين عن دينهم وصدهم عن سبيل الله من قبل غزوة (تبوك) , وكشف أمرهم , وصرَّفوا لك - أيها النبي - الأمور في إبطال ما جئت به , كما فعلوا يوم (أحد) ويوم (الخندق) , ودبَّروا لك الكيد حتى جاء النصر من عند الله , وأعز جنده ونصر دينه ,
وهم كارهون له.
(21) الْفِتْنَةَ = المكر السيئ
وقال تعالى:
{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ}
الآية 49
ومِن هؤلاء المنافقين من يطلب الإذن للقعود عن الجهاد ويقول: لا توقعْني في الابتلاء بما يعرض لي في حالة الخروج من فتنة النساء. لقد سقط هؤلاء المنافقون في فتنة النفاق الكبرى. فإن جهنم لمحيطة بالكافرين بالله واليوم الآخر , فلا يُفْلِت منهم أحد.
(22) تَفْتِنِّي = تقتلني
(23) الْفِتْنَةِ = النفاق ثمّ القتل
المعنى 23 مشترك مع المعنى رقم 7 في سورة النساء رجاءا
قال تعالى:
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنكُمْ وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
آل عمران 154