. ((وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ)) .

ذلك الكائن الضعيف تحمل ما لم تستطع السَّمَاوَاتُ أن تتحمله ولا الأرض ولا الجبال. . .

ونتج عن هذا التحمل أن انقسم الناس إلى قسمين: -

قسم حافظ على الأمانة وألزم نفسه خلاف ما عليه طبيعتها فحافظ على نسبه السماوي وعلى خلافة الله في أرض الله. .

وقسم انسلخ عن التكاليف الشرعية واتبع نفسه هواها فانحدر إلى حيوانية سافلة

(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)

لأنه هرب من نور اليقين وغير فطرة الله التي أوجده عليها والتي عناها القرآن في قوله تعالى

((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)) . . .

((ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ)) . . .

فإذا أراد النهوض

فباب التوبة مفتوح

((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)) .

وعلى هذا فقول الله تعالى: - ((وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا))

يبين نتيجة تحمل الإنسان للأمانة وما ترتب على هذا التحمل من إهمال وخيانة

((إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا))

لنفسه عندما اتبعها هواها

((جَهُولًا))

بعواقب الأمور. .

وبعد أخي القاري الكريم:

إن دوائر التكاليف الشرعية

وحدها هي التي ترفع الإنسان إلى درجة الملائكة

أو تهبط به إلى أسفل سافلين.

ثانيا: هناك تفاسير أخرى لتحمل الأمانة منها

ما يقول إن التحمل معناه عدم الالتزام بما حمل به وعلى هذا فوصف الإنسان بأنه كان ظلوما جهولا لخيانته الأمانة.

ثالثا: كل شيء في الوجود يعبد الله بدون صراع ذاتي أو اختيار

لذلك فلا ثواب لعبادتهم -

إلا الإنسان فإنه يستطيع أن يفعل النقيضين باختياره. . . .

ومن هنا كان الثواب والعقاب. .

وذلك حتى لا نخطئ فهم القرآن. .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015