نيسان- أبريل- 1871 في صدوق. وتلقى (الأخوان المسلمون الرحمانيون) نداء شيخهم بحماسة، وأسرعوا لحمل السلاح. وتضمن بيان الشيخ الحداد (أنه ليس من الصعب على المجاهدين في سبيل الله طرد الإفرنسيين، إذا ما أيد الله المجاهدين بنصره) واندلع لهيب الثورة ليشمل كل القبائل الكبرى في التل وحتى الحدود الشرقية للجزائر، بحيث بلغ عدد المجاهدين زهاء (600) ألف مقاتل. وارتفعت راية الجهاد فوق سماء الثورة الباسلة بداية من شهر كانون الثاني - يناير - 1871 غير أن ضرام الثورة ولهيبها تزايد عنفا في 14 آذار - مارس - بقيام الباثآغا المقراني بإعلان الثورة في (مجانة) حيث انضمت إليه ثلاثون قبيلة تقريبا.

وعلى الرغم من أن نداء الثورة قد وجه إلى كافة مسلمي الجزائر، إلا أن (الإخوان الرحمانيين) هم الذين اضطلعوا بالعبء الأكبر للثورة، وعلى عاتقهم وقعت أعباؤهاء ونتائجها، وقد أمكن لهم في الواقع ضم 200 قبيلة إلى الثورة، مما أعطى لهذه طابعها الوطني الشامل فوق كل التراب الجزائري، واشترك بالثورة ثلث عدد سكان الجزائر مما ساعد على انتشارها في قسنطينة ومنطقة القبائل الكبرى ووهران. وقد حاولت السلطات الاستعمارية الإفرنسية خنق لهيب الثورة، غير أن هذه استمرت في التأجج على موجات متتالية ما بين نيسان - أبريل - وتموز - يوليو 1871 ولتستمر بعد ذلك في تعثر حتى كانون الثاني - يناير - 1872.

تلك هي الملامح العامة لثورة 1871 في الجزائر، فهل كانت ثورة تحمل اسم الشيخ الحداد أم هي ثورة محمد المقراني، أم هي ثورة الإخوان الرحمانيين؟ ثم هل كانت هذه الثورة مستقلة في حد ذاتها؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015