أسرى لديه ثم أطلق سراحهم، (بصورة خاصة أولئك الذين تم إطلاق سراحهم في 21 أيار - مايو - سنة 1841 في (سيدي خليفة) وهو التبادل الشهير الذي تم بناء على وساطة أسقف الجزائر (دوبوش) وعندما جرى انتخاب لويس نابليون امبراطورا لفرنسا يوم 21 تشرين الثاني - نوفمبر - 1852 طلب الأمير إعطاءه حق الانتخاب، فأدلى بصوته، واشترك في احتفالات التنصيب (في التويلري) ثم جاء يوم 21 كانون الأول - ديسمبر - 1852، وفيه صعد الأمير وحاشيته السفينة (لابرادور) التي أقلتهم إلى (صقليا) ومنها إلى اسطنبول، حيث وصلها يوم 7 كانون الثاني - يناير - 1853. وأقيمت احتفالات لاستقبال الأمير، وزاره وزراء الدولة ثم انتقل بعد ذلك إلى جزيرة (بروسة) فأقام فيها ثلاث سنوات، وحينما تعرضت للزلزال الشهير (سنة 1855) أظهر الأمير رغبته في الانتقال إلى دمشق، حيث وصلها في نهاية تشرين الثاني - نوفمبر - 1856.
فتحت (دمشق) عاصمة المسلمين وقاعدة مجد الأمويين ذراعيها للأمير، واحتضنته كسيف من أشهر سيوف الإسلام. وكانت قد استقبلت أفواج المجاهدين المسلمين الدين رفضوا البقاء تحت حكم (الكفار) فوجدوا في دمشق غايتهم، وأقاموا في حي مستقل بهم عرف بحي المغاربة. وجمعت دمشق شمل السيوف، وضمت الأهل إلى الأهل.
مضى الأمير لممارسة حياته العادية، واختار من مسجد بني أمية قاعدة له، فكان يمضي فيه معظم وقته في تدارس العلم مع العلماء وطلبة العلم، وأحب الأمير دمشق بقدر ما احبته وفتح لها قلبه بقدر ما فتحت له قلبها.