الجنرال للانتقال من مكانه، فجاءه المجاهدون من كل مكان وزحفوا إليه دفعة واحدة، غير مبالين بنيران المشاة أو قذائف المدفعية حتى وصلوا إلى مرابض المدافع واستولوا عليها. وأخذ الجنرال بالانسحاب، واستمرت قوات المجاهدين في مطاردته حتى أعجزته عن التحرك فقرر التوقف من جديد، وأعاد تنظيم معسكره الدفاعي. وعندما قرر استئناف المسير، انقض عليه جند الأمير، واستولوا على عتاده، وقتلوا من جنده أعدادا كبيرة. ثم توجه الجنرال إلى (تافنة) يجر معه فلوله الممزقة، فأعاد تنظيمهم، غير أن قوات المجاهدين لم تترك له فرصة للراحة، وعادت فأحكمت الحصار حوله، ومنعته من التحرك، ولم يبق أمامه إلا أن يشق طريقه بين صفوف المسلمين، حيث تعرضت بقية قواته للمزيد من التدمير، وعندما وصل إلى (وهران) أرسل إلى حكومته يعلمها بما نزل بقواته من الخسائر، ويطلب إليها الدعم لإيقاف الموقف المتدهور.
تابعت الحكومة الإفرنسية إرسال الإمدادات لقواتها في الجزائر، بعد ان أجمعت كافة التقارير على تصعيد المقاومة بصورة لم تكن متوقعة. ووصل الجنرال (بيجو) (?) على رأس ثلاثة فرق عسكرية إلى (تافنة) يوم 6 حزيران - يونيو - 1836، وفي الحال شرع الإفرنسيون في تجديد محاولتهم لفتح الطريق إلى (تلمسان) بالقوة،