ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة.
وببدايته يكون قد انقضى قرن كامل على غياب سيف من أشهر سيوف الإسلام في العصر الحديث، ففي سنة (1300 هـ) غيب دمشق الخالدة في ثراها الأمير الجزائري عبد القادر بن محيي الدين الذي كان (مرابطا) من الأسرة الهاشمية التي تنتسب إلى رسول الله (ص).
وحياة الرجل ليست بالحياة المجهولة أو المغمورة، فقد استثارت أعماله في ميادين القتال خيال الكتاب والمؤرخين، فمضوا إلى تسجيل منجزاته ووقائعه. وذهبوا في تفيسرها مذاهب شتى حتى باتت سيرته، وستبقى، محور جدل قائم ومستديم.
لقد ظهر الأمير عبد القادر في فترة تحول حاسمة في تاريخ المسلمين، فترة الانقضاض على الخلافة الإسلامية والإجهاز عليها، وخلال هذه الحقبة التاريخية ظهرت تناقضات مثيرة لا تزال ترسم أبعادها على صفحة العالم العربي - الإسلامي على الرغم من انقضاء قرن من عمر الزمن وعلى الرغم من اندحار القوى الاستعمارية العسكرية وجلائها عن أوطان العرب - المسلمين. ومن هنا فقد كانت