السيد كامل بايك، عرفته بأمورنا، وكتبت معه عرض الحال لسيدنا أدامه الله للأنام، وكذلك مكاتبي ورسلي لم ينقطعا عن السيد طاهر باشا بتفصيل حالنا، وإنهاء جميع ما عندنا، وإلى الآن لم يصلنا جواب، وقد طال علينا الحال، وتواترت الأهوال، خصوصا حيث كان عدو الدين في طلبنا، فلا راحة لنا منه إلا بسطوتكم، ... وواجب عليكم أن تشيروا علينا، وتجبروا صدعنا ... وإن لم ترفعوا بطرفكم الأعز هذا الجانب كان عرضة للتلف والمصائب ويسألكم الله عنا ... وعليكم إبلاغ خبرنا مع طوائف الكفار، ومعاشر البغاة الفجار).
3 - ووصف أحمد باي قسنطينة سقوط المدينة في قبضة الإفرنسيين، والمقاومة الضارية للمسلمين في رسالته التي وجهها إلى (حسين باشا) وإلى طرابلس الغرب في 15 رجب 1253 هـ الموافق ليوم الأحد 15 تشرين الأول - أكتوبر - 1837 م والتي جاء فيها بعد الديباجة:
(لا يخفاكم أمرنا مع الإفرنج وعدم متابعته له في مرامه، من أن أكون تحت طاعته ومن إيالته ورعيته، فلما يئس منا أتانا في عام اثنين وخمسين. ومائتين وألف - قاصدا هلاك الإسلام وخراب البلد - بين الأنام بجيوش كثيرة، فحمانا الله تعالى منه، ورجع بالويل والبؤس بعد أن قطعت منه آلاف الرؤوس، فزاد غضبا على غضبه، وشكا لجنده وحزبه، وأتانا في العام التالي بجيش وعدة أكثر من الأولى، فتهيأنا للقتال، امتثالا للكبير المتعال، فحاصر البلد ثمانية أيام بلياليها، وتكلم مدفعه حواليها، فألفى رجالها كالأسود، راغمين العدو الحسود، جزاهم الله عن دينهم خيرا، لقد أذاقوه السم الأمر، فالتفت بالرمي على السور، إلى أن لم يبق منه إلا القليل، وأهل المدينة